اثنا عشر عاماً من الصراع في سوريا، بالإضافة لموجات الحر والجفاف التي تضرب منطقة الشرق الأوسط بشكلٍ عام جراء التغير المناخي، كان لها تأثيرٌ سلبي كبيرٌ على الإنتاج الزراعي في سوريا.
خبراءُ ومختصون أشاروا إلى التأثير الكبير الذي خلفته الحرب في سوريا على الإنتاج الزراعي، من خلال تدمير قسمٍ كبيرٍ من البِينة التحتية للمياه، وتضرّر قسمٍ آخرَ وخروجه عن الخدمة، ما أدى لنقص الإنتاج الزراعي بشكلٍ عام.
تأثرت البنية التحتية للمياه في سوريا بالصراع. 50 بالمئة من مرافق المياه تعمل جزئيا أو لا تعمل على الإطلاق. والمزارعون في العديد من المناطق إما يروون من طبقة المياه الجوفية أو يستخدمون آليات ضارة للتعامل مع نقص المياه، بالإضافة إلى نقص الكهرباء.
نقص المياه والكهرباء بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة دفعَ بكثيرٍ من المزارعين في سوريا للتفكير بالتوقف عن زراعة الخضار، كونها تحتاج للمياه بشكلٍ دوري، والتفرغ لزراعة الأشجار التي لا تحتاج لمياهٍ كثيرة.
كما أن تقنين ساعات الكهرباء، ألزم المُزارعين وأصحاب المشاتل بسقي مزروعاتهم في أوقاتٍ لا تكون مناسبةً للسقي كساعاتِ الظهيرة مثلاً، عندما تكون درجاتُ الحرارة في ذروتها، وذلك للاستفادة من الساعات القليلة التي تأتي بها الكهرباء.
ووفقًا للجنة الدولية للصليب الأحمر، فإن انخفاضَ مُعدل هطول الأمطار في سوريا بمقدار 18 مليمترًا في الشهر، من عام 1991 إلى عام 2000، تسبب في موجات جفافٍ شديدةٍ تعاني منها البلاد في الوقت الحالي، وكان لها تأثيرٌ كبيرٌ على الإنتاج الزراعي.