في خطوة لترسيخ الاحتلال بشمالي سوريا، يواصل جيش الاحتلال التركي بناء جدار عازل حول مدينة عفرين لعزلها عن محيطها الطبيعي والجغرافي.
ولبناء جدار الفصل هذا استقدم جيش الاحتلال جرافات وآليات وبدء بهدم عدد كبير من منازل المدنيين والمؤسسات الخدمية في بعض قرى عفرين، كما اقتلع الآلاف من الأشجار، مع منع الأهالي من العودة إلى قراهم، ومن بين تلك القرى قرية جلبل، التي أُخليت بشكل كامل من أهلها.
بناء الجدار تواصل أيضاً في قرية مريمين 6 كيلومترات شرق المدينة، وكذلك قرية كيمار الأثرية 8 كيلومترات جنوب المدينة.
ويبلغ طوله حتى الآن 2500 متر في قرية جلبل، و 400 متر في قرية مريمين، و 300 متر في قرية كيمار، وبارتفاع ثلاثة أمتار.
ويعمد جيش الاحتلال التركي لإيصال الجدار من قرية جلبل إلى قرية مريمين في شرق عفرين وصولاً إلى قرية قطمة وقرية باصلة في جنوب شرق عفرين، ومنها إلى قرية كيمار، وصولاً إلى قرية الغزاوية جنوب عفرين، ما يعني أن الجدار سيَعزل منطقة عفرين بشكل كامل عن سوريا وبالتحديد عن الريف الشمالي لحلب.
وتأتي هذه الخطوة استكمالاً لخطوات أخرى عديدة استهدف بها المحتل التركي عفرين ومنها التغيير الديمغرافي وتهجير نحو 75 % من سكانها وإحلال آخرين مكانهم، وكذلك بناء أكثر من 200 نقطة عسكرية واستخباراتية في منطقة عفرين.
هذا فضلاً عن أن جيش الاحتلال التركي والفصائل المسلحة التابعة له، هجّروا نحو 350 ألف شخص من أهالي عفرين، فيما لا يزال نحو 50 ألف شخص موجودين في المنطقة في ظل أوضاع مأساوية حيث يتعرضون لانتهاكات يومية من ضرب واعتقال وخطف.
سلسلة من الإجراءات يقوم بها المحتل التركي تهدف لترسيخ احتلاله وسلخ مناطق في الشمال السوري، لكن ما يثير التساؤل هو أن بناء جدار الفصل في عفرين، يتم أمام أنظار قوات النظام السوري التي لا تبعد سوى كيلومترين عن الجدار وكذلك القوات الروسية التي يبعد مقر قيادتها الأساسي في قرية كشتعار بريف حلب الشمالي نحو خمسة كيلومترات فقط.