الجيش التركي يصعد عملياته على عفرين ووحدات حماية الشعب تحمل روسيا المسؤولية

ما يسمى بـ”غصنِ الزيتون” يبدوا أنها مقايضةٌ من نوعٍ آخر من قِبل تركيا التي تاجرت بدماءِ الشعب السوري فمقايضةُ حلب تتبعُها الآن مقايضةُ إدلب مقابل عفرين.

أنقرة يبدوا أنها لا تريدُ للأزمة السورية أن تنتهي، فالطيران التركي يستهدفُ مقاطعةَ عفرين في الشمال السوري التي تديرُها وحداتُ حمايةِ الشعب، العمودُ الفقريّ لقواتِ سوريا الديمقراطية، والتي لعبت دورًا رئيسيًا في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، وتمكنت من القضاء شبهِ الكامل عليه.

وأدى قصف العشوائي الذي تشنه طائرات التركية إلى فقدان تسعةِ مدنيين لحياتهم وأصابة العشراتِ فضلاً عن الأضرار المادية الجسيمة التي لحقت بممتلكات المدنيين والبنى التحتية للمنطقة، وذلك إثر الغاراتِ الجوية التركية على عفرين.

فيما ادّعت تركيا تمكنها من إصابة مئةِ موقعٍ لوحدات حماية الشعب التي تقول أنقرة إنها تريدُ إبعادَ مقاتليها من منطقة عفرين الواقعة على حدودها الجنوبية.

تزامن هذا مع دخول الدبابات التركية التي عبرت الحدود السورية التركية، مساء السبت، إلى منطقة أعزاز الحدودية، وزارة الدفاع التركية قالت بأن قوات التركية اقتحمت مدينة عفرين اليوم الأحد إلا أن المتحدث باسم الوحدات في عفرين أكد أن القوات التركية وحلفاؤها حاولوا عبور الحدود إلى عفرين، ولكن فشلوا بعد اشتباكات ضارية.

وأعلنت روسيا سحب قواتِها من عفرين، معربةً عن قلقها جراءَ الغارات لكنها أكدت عدم تدخلها، وستراقب الوضعَ في عفرين عن كثب مرجعةً سبب تأزمِ الوضعِ إلى الدعمِ الكبير المقدم من قبل الولايات المتحدة لهذه القوات.

من جهتها، حمّلت وحداتُ حماية الشعب أمس “روسيا مسؤولية الهجمات على عفرين وما يحدث من مجازر فيها” وفق ما جاءَ في بيانٍ اصدرته.

كما وصف النظامُ السوري الهجومَ التركي بـ”العدوان الغاشم ” و”الهجوم الوحشي” على سوريا، نافياً ما أعلنته تركيا عن إبلاغِها خطّياً لدمشقَ بالهجومِ على منطقةِ عفرين.

وجاء ردُّ الفعلِ الأميركي على الضربات حذراً، فقد حثت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” في وقتٍ سابق الأطراف على التركيز بدلاً من ذلك على قتال داعش.

وبحسب مسؤولٍ بوزارةِ الخارجية الأميركية إن وزير الخارجية ريكس تيلرسون تحدث مع نظيرِيه الروسي والتركي دون أن يقدّمَ مزيداً من التفاصيل عن المكالمتين.

وقال نائبُ رئيسِ لجنة الدفاع والأمن في البرلمان الروسي، فرانز كلينتسيفيتش، لوكالةِ إنترفاكس، في وقت سابق، إن موسكو لن ترد إلا إذا تعرضت قواعدُها في سوريا للتهديد، وأضاف أن “روسيا وضعت في موقف صعب كونها على علاقة وطيدة مع كل من أنقرة ودمشق”.

قد يعجبك ايضا