التوتر الإسرائيلي العراقي.. تهديدات عسكرية وجهود للتهدئة(خاص)
لا تزال الساحة العراقية تشهد توتراتٍ أمنيةً متزايدةً وذلك في ظل التهديدات الإسرائيلية بتنفيذ هجمات ضد أراضٍ عراقية رداً على استهدافات بصواريخ وطائرات مسيرة تبنتها مؤخراً فصائل عراقية مسلحة تابعة لإيران أبرزها ما “تسمى المقاومة الإسلامية في العراق”. وطالت هذه الهجمات مواقعَ وُصفت بالحساسة في إسرائيل من بينها قواعد عسكرية ومرافق حيوية.
وفي سياق التداعيات المرتبطة بهذا الشأن، رفعت الحكومةُ العراقية جاهزيَّتها الأمنيةَ إلى أعلى المستويات تحسباً لأي تصعيد محتمل، حيث أجرى رئيس الوزراء العراقي “محمد شياع السوداني” لقاءاتٍ مع قيادات عسكرية، موجهاً بتعزيز الخطط الأمنية والاستعداد لأي تهديدات محتملة، بالتزامن مع تكثيف الاتصالات مع الولايات المتحدة للتدخل وردع إسرائيل عن خططها، وفقاً لما تقول مصادرُ عراقية.
لكن واشنطن صرَّحت في وقت سابق بأنها استنفدت كلَّ وسائل الضغط على تل أبيب لمنع تنفيذها هجوماً على الأراضي العراقية الأمر الذي يزيد تعقيدَ الوضع الأمني بالنسبة لبغداد.
وتأتي هذه التحركات والإجراءات وسط تقاريرَ عن احتمالية توجيه إسرائيل ضربات استباقية ضد مواقع للفصائل التابعة لإيران داخل العراق بالإضافة إلى مواقع أخرى، إذ أشارت تلك التقاريرُ إلى تنسيقٍ بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن هذه القضية.
من جانبها أعلنت قياداتٌ في الإطار التنسيقي الشيعي في العراق أن الاتفاقية الأمنية بين بغداد وواشنطن ستكون على المحكّ إذا ما قصفت إسرائيل البلاد فيما أصدرت فصائلُ عراقية تحذيراتٍ شديدةَ اللهجة باحتمال استهداف المصالح الأمريكية في حال دعمها تل أبيب، مشيرةً في ذات الوقت إلى أن حمايةَ الأجواء العراقية هي من واجب التحالف الدولي.
وأمام ذلك كلِّه يرى محللون أن إسرائيل قد تكتفي بضرباتٍ محدودة تهدف إلى تقويض قدرات الفصائل العراقية التابعة لإيران دون الانخراط في مواجهةٍ واسعة ولحينها يبقى المشهد مفتوحاً على سيناريوهاتٍ متعددة قد تصعّد التوتر الإقليمي، ما يتطلب توازناً دقيقاً في ردود الأفعال لضمان عدم تحول التهديدات إلى صراعٍ شامل.