التغيير الديموغرافي عمليات ممنهجة تتبعها أنظمة تركيا وايران وسوريا برعاية روسية

بعد أن أصبحت سوريا ميدان مواجهة وساحة معركة بين القوى المتصارعة والتي لا يهمها كيف سيكون مصير هذا البلد، الذي من سوء طالعه أنه ابتُلي بنظام طائفي، بات التهجير القسري والتغيير الديموغرافي من أكبر المعضلات والاخطار التي تتهدد المجتمع السوري، وقد يستدعي أثمانا باهظة تهدد استدامة مجمل النسيج الاجتماعي السوري، بعد انتهاء الحرب، في بلد أصبح أكثر من نصف سكانه في عداد النازحين أو اللاجئين.
هي عملية ممنهجة، وفقاً لتقارير وثقتها منظمات دولية وحقوقية، تلك التي تحدث في منطقة عفرين السورية وتجري على أرض الواقع على قدم وساق، حيث تستكمل تركيا جريمتها بحق الإنسانية من خلال عمليات التغيير الديموغرافي، وإرغام سكان عفرين الأصليين على النزوح وطردهم من بيوتهم وتوطين تركمان تم استقدامهم من العراق وأماكن أخرى ومرتزقة من المجموعات الأصولية المرتهنة لتركيا مكانهم، فحتى الآن تم توطين ما يقارب ٤٠٠٠ عائلة للفصائل المسلحة في بلدات وقرى عفرين”.
ولا يخفى على أحد أن عمليات إجلاء المسلحين وعائلاتهم من مناطق الغوطة ودوما والقلمون، ومخيم اليرموك موخرا باتجاه الشمال، لتخدم استكمال مخطط التغيير الديموغرافي الذي تقوده تركيا في عفرين في ظل صمت دولي وتغطية مباشرة من روسيا الاتحادية للمخطط التركي والذي يفتح المجال أمام فتنة كردية – عربية” الأمر الذي يستدعي دق ناقوس الخطر والتحرك العاجل قبل فوات الأوان، فَخطورة التّغيير الديموغرافي أشدَّ فَتــكَاً من كل القذائف التي سقطت على سوريا طيلَةَ سنين الحرب لِما تعكسُهُ من حالة تعصُّبٍ وتَمَذهُبٍ وضربٍ للتَّعايُش السلمي واللُّحمة الوطنية.
كما اتبع نظام بشار الأسد وحلفاؤه، أسلوب الحصار ثم الترحيل الإجباري للسكان المدنيين في العديد من المدن والقرى في حمص، وداريا وخان الشيح والتل وغيرها من بلدات ريف دمشق، ومضايا والزبداني
الجامعة العربية، أعربت عن قلقها البالغ ازاء عمليات التهجير والتغيير الديموغرافي الذي تشهده الساحة السورية، خلال كلمتها امام مؤتمر بروكسل الثاني لدعم مستقبل سوريا والمنطقة، فيما عد مراقبون موقفها هزيلا لا يسمن ولا يغني من جوع
ويخشى مراقبون من أن تكون حملة التهجير القسري من بعض المناطق السورية مقدمة لاستيلاء مقاتلين مدعومين من قبل إيران على أراضي ومنازل المهجرين، مع نيات لإنشاء «ضاحية جنوبية جديدة» تمتد من داريا غرباً إلى السيدة زينب شرقاً، يكون فيها السكان الأصليون أقلية، وبالتالي سيطرتها على الطرق الواصلة من طهران إلى بيروت مروراً ببغداد ودمشق.
وفيما تتواصل عمليات افراغ المدن من سكانها الأصليين، والتي تعد جريمة بحق الإنسانية بحسب المحكمة الجنائية الدولية، برهن التاريخ مرارا أن عمليات التغير الديموغرافي لا تَطمِسُ هُويَّة وحضارةَ شعوبٍ عمرها آلاف السنين.

قد يعجبك ايضا