التطورات الميدانية في الغوطة الشرقية والبادية
التغيرات التي يشهدها الشمال السوري، وعلى رأسها إطاحة “جبهة النصرة” بـ”كتائب أحرار الشام”، وطردها من مدينة إدلب والمناطق الحدودية، تنذر بمرحلةٍ جديدة قد تمرّ بها العاصمة دمشق، إذ أتت سيطرة “هيئة تحرير الشام” على إدلب، غداة اتفاق هدنة بين الفصائل المسلحة والنظام السوري في غوطة دمشق الشرقية، يستثني مناطق “الهيئة”، وبعد استقرار هدنةٍ مماثلة في الجنوب.
في ريف دمشق، تواصل هدنة الغوطة الشرقية سريانها لليوم الثاني على التوالي، حيث تستمر بمزيد من الخروقات المتصاعدة من قبل قوات النظام، والتي رافقتها استهدافات من قبل الفصائل المسلحة لقوات النظام على محاور التماس بين الطرفين، وسجّل المرصد السوري لحقوق الإنسان صباح اليوم، تنفيذ الطائرات الحربية 3 غاراتٍ استهدفت مناطق في بلدة “عين ترما” الواقعة في الأطراف الغربية للغوطة الشرقية، والمحاذية لحي جوبر في شرق العاصمة دمشق، التي تسببت بإصابة 5 مواطنين بجراح، كما نفذت الطائرات الحربية غارتين على مناطق في أطراف بلدة حوش الظواهرة، وبلدة النشابية بمنطقة المرج في الغوطة الشرقية.
في البادية السورية تطورات كثيرة تشهدها محاور عدة، حيث استهدفت قوات النظام والميليشيات الموالية له بالقذائف الصاروخية مركزا لتنظيم داعش في “المدجنة”، جنوب شرق منطقة حميمة بريف حمص الشرقي، قرب الحدود الادارية لمحافظة دير الزور، ما أدّى إلى تدمير المركز واحتراق ما فيه من تجهيزات عسكرية وسقوط قتلى وجرحى في صفوف مسلحي التنظيم، وسيطر على قرية “السلام عليكم”، وعدد من النقاط الحاكمة في محيطها جنوب شرق مدينة الرقة، موقعاً قتلى وجرحى في صفوف تنظيم داعش، بعد سيطرته خلال اليومين الماضيين على عددٍ كبير من القرى والمناطق المحاذية لمدينة الرقة من الجنوب، على الضفة المقابلة من نهر الفرات، والمتوقع أن تتقدم قوات النظام بعيداً عن طوق النهر القريب، الذي يضم عدداً كبيراً من التجمعات السكنية، والتي تعدّ مراكز حصينة لتنظيم “داعش”، في تكرار لما حصل في محيط مسكنة في ريف حلب الشرقي.
في صدد هذه المتغيرات على الساحة السورية، تسعى قوات النظام السوري جاهدةً، وبدعمٍ من الميليشيات الموالية لها، لبسط سيطرتها على مواقع عديدة وهامة، تكون هدفاً في تعزيز امتدادها العسكري على الأراضي السورية الخارجة عن سيطرتها.
محي الدين المحيمد