التصعيد العسكري بالشمال السوري.. مساع حكومية للتوسع والسيطرة على الطريق الدولي
تكثف قوات الحكومة السورية وحليفتها روسيا خلال هذه الفترة من قصفهم وهجماتهم على مناطق شمال غربي سوريا منذ الهجوم على الكلية الحربية بحمص، في إطار ما يقول محللون إنه محاولة الحكومة التوسع والسيطرة على الطريق الدولي إم فور وما يتبع ذلك من فوائد اقتصادية وعوائد مالية.
لا يخفى على أحد، أن التحركات والغارات الروسية على مناطق متفرقة شمال غربي سوريا ليست بجديدة، فهي كانت ولا تزال في الإطار الاعتيادي رغم زيادة وتيرتها مؤخراً، إلا أن تقارير تتحدث عن أن الحكومة السورية تحاول تكريس التعزيز الروسي بالمنطقة لتحقيق مكاسب ميدانية على حساب الفصائل المسلحة التابعة للاحتلال التركي والتوسع والسيطرة على طريق حلب اللاذقية الدولي “إم فور”.
ترويج الحكومة السورية خلال الفترة الماضية، لوصول تعزيزات روسية إلى ريف إدلب الجنوبي يأتي بحسب تقارير إعلامية، في إطار المساعي لجر القوات الروسية إلى معركة جديدة ضد الفصائل المسلحة وهيئة تحرير الشام الإرهابية “جبهة النصرة” سابقاً بالمنطقة، لتحقيق أهدافها المتمثلة بالتمدد أكثر في عمق الشمال السوري والوصول إلى طريق حلب – اللاذقية “إم فور”، وفتحه أمام الحركة التجارية وأن يكون طريقاً أمناً لها أمام نقل شحنات الأسلحة والمخدرات من مناطق حلب إلى الداخل السوري.
مراقبون أرجعوا محاولة الحكومة السورية بدعم من روسيا شن هجوم بري على مناطق شمال غرب سوريا لأسباب أخرى إلى جانب هدف التوسع، على رأسها الهروب من ضغوط الاحتقان الشعبي في مناطق سيطرتها، لا سيما بعد عدم القدرة على السيطرة على الاحتجاجات التي تشهدها مناطق الجنوب السوري، وخشيتها من انتقالها إلى محافظات أخرى لا سيما في الساحل، إضافةً لصرف أنظار السوريين عن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها مناطقها.
محللون، اعتبروا أيضاً أن التصعيد العسكري في الشمال السوري من قبل قوات الحكومة السورية وروسيا ضد مواقع ونقاط تابعة للفصائل المسلحة التابعة للاحتلال التركي وهيئة تحرير الشام الإرهابية، والتعزيزات الروسية إلى المنطقة، يأتي في إطار إرسال رسائل لأنقرة لتنفيذ الاتفاقيات الثنائية الخاصة بالمنطقة مع موسكو.
تصعيد روسيا غاراتها الجوية بشكل ملحوظ وما نتج عنه من فقدان نحو خمسين مدنياً لحياتهم بينهم أطفال في محافظة إدلب وحدها منذ استهداف الكلية الحربية، وما تسبب به من موجات نزوح جديدة، دفع للتحذير من مخاطر ومعاناة إنسانية تهدد ملايين بينهم نازحون يعيشون في المنطقة لا سيما مع اقتراب فصل الشتاء.
يشار، إلى أن التصعيد العسكري الحكومي بالشمال الغربي الذي يذهب ضحيته غالباً مدنيون، يأتي في ظل صمت من قبل الحكومة تجاه الضربات الإسرائيلية التي تستهدف المنشآت الحيوية وعلى رأسها المطارات المدنية والمواقع العسكرية التابعة لقواتها والتي تقول تل أبيب إن إيران تستخدمها لنقل وتخزين الأسلحة.