التشيّع في الرقة
في العام 1988، وافق رئيس النظام السوري السابق حافظ الأسد على طلب إيران؛ بمسح مقبرة كاملة في مدينة الرقة، والإبقاء على قبر فيها ينسب للصحابي عمار بن ياسر ويضم أيضاً ضريح كل من الصحابي أُبي بن قيس النخعي، والتابعي أويس القرني، والاعتناء بالقبر، والإشراف على ترميمه وتوسعته وبناء جامع كبير عليه، كأحد المقامات الشيعية المقدسة.
ونتيجة لتخوف رجال الدين في سوريا، وجهوا رسالة إلى النظام منبهين فيها على خطورة بناء مثل هذه الأضرحة والتي تتيح لإيران مدّ نفوذها الشيعي في البلد، وبذلك تم تجميد البناء.
قوة النفوذ الإيراني زادت في سوريا بعد تولي رئيس النظام الحالي بشار الأسد مقاليد الحكم في سوريا، وأعاد فتح الباب لإيران على مصراعيه وبالتالي أنهت إيران تشييد المقام، وافتتحته في العام 2001.
دُشّن مقام عمار بن ياسر عام 2004، ولم تكتفِ إيران بهذا المقام، بل بدأت بإنشاء ثلاث حسينيات لتكون مراكز جذب ودعوة طائفية، حيث استثمرت الكثير في مدينة الرقة التي يصفها الإيرانيون بأنها “التاج الصفوي”.
استغلت إيران نفوذها لدى النظام معتمدة أسلوب الترهيب والترغيب مع بعض الشخصيات القبلية والدينية لنشر المذهب الشيعي بالصبغة “الصفوية” بين سكان محافظة الرقة، وقامت بضخ الأموال إلى أصحاب تلك الزعامات لتشجيعهم ودفعهم إلى نشر المذهب الشيعي في المحافظة.
أما الحسينيات الثلاث التي أنشئت في محافظة الرقة فهي:
1 ـ حسينية “عريف النصار” والتي تم بناؤها في مدينة تل أبيض، وهذا الشخص القائم على خدمتها كانت تربطه صلات مباشرة بزعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله، وتم ترخيص هذه الحسينية من قبل النظام.
2 ـ حسينية “هلال الأقرع بن أحمد”، الشخصية المعروفة بولائها لفروع الأمن السوري الخاضعة للنفوذ الايراني.
3 ـ حسينية المدعو عبد الكريم الإبراهيم بن اسماعيل الملقب بـ “الغفاف”، وتقع هذه الحسينية في شارع المنصور في المدينة، مع أن صاحبها معروف سابقاً بأنه كان من أتباع المذهب الوهابي وقد تحول عنه إلى التشيع، ولم يتم ترخيصها رسمياً من قبل النظام، ولم يجد صاحبها القائم عليها حاجة لترخيصها.
وفي 26 مارس عام 2014، قام تنظيم “داعش” الإرهابي بتفجير ضريح عمار بن ياسر وأويس القرني باستخدام المتفجرات.