التايمز البريطانية: برميل البارود الكردي ومخاوف الدولة الفاشلة
بداية نقرأ في “الغد” الأردنية التي يقارن فيها الكاتب “أحمد جميل عزم” بين كردستان واسكتلندا، ويذكر الأسباب التي جعلت الاسكتلنديين يختارون البقاء في الدولة الموحّدة في ثلاثة استفتاءات.
ويقول إن “الكرد كباقي الشعوب، لهم حق التفكير بهوية مستقلة يتم التعبير عنها سياسياً بكيان مستقل”.
لكنه يرى أن “تفتيت العراق ليس مصلحة عراقية”، وأنه إذ نجح الكرد بالاستقلال في العراق فإن ذلك “سيتلوه عدوى وطلبات بالاستقلال من كرد دول أخرى، وربّما من مكونات أخرى في الدول العربية، وهذا يعني عدم استقرار والكثير من المشكلات”.
ويرى الكاتب أنه “في أحسن السيناريوهات يمكن إقناع الكرد بتأجيل الاستفتاء، وفي هذه الحالة، سيكون الحل الذي يؤدي لتقليص النزعة الانفصالية، هو إعادة التفكير بكل شيء في العراق، والمنطقة، خصوصاً الانقسام الطائفي، وطريقة توزيع المكاسب الاقتصادية، وعملية اتخاذ القرار، وتجاوز آثار الماضي، وتبنّي الدولة المدنية”.
وفي جريدة “النهار” اللبنانية نرى “سمير عطا الله” يوازن بين مشروعي الاستفتاء في كل من كردستان وإقليم كتالونيا في إسبانيا. ويُسمِّي مشروع الاستفتاء على الاستقلال، بأنه “داء الانفصال”.
ويقول عطا الله: “مشروعان لاستفتاء على الانفصال: واحد في كاتالونيا، والآخر في كردستان العراق. ما أكثر هذا الخيار “حماقة”.
في حين يرى صالح القلاب في “الرأي” الأردنية أن هذا الاستفتاء ليس أوانه.
يقول الكاتب: “لأن المفترض أن كرد العراق يعرفون، بحكم تجربتهم الطويلة لا بل بحكم تجاربهم المرة، أن مشكلتهم ليست مع العراقيين والسوريين ومع العرب بصورة عامة وإنما مع الإيرانيين والأتراك فقد كان عليهم أن يدركوا قبل رفع راية الاستقلال أنَّ هذا التحول التاريخي فعلاً لن يمر بسهولة، بل أنه لن يمر أبداً لأن إيران وتركيا تعتبران هذا الأمر خطاً أحمراً”.
ويضيف أن انفصال كردستان العراقية واستقلالها “سينقل العدوى الانفصالية إلى هاتين الدولتين اللتين تعانيان فعلاً من أنهما يتشكلان من “فسيفساء” قومية وأنَّ حصول إحدى القوميات وبخاصة “الكرد” على استقلالها في إحدى دول هذه المنطقة سينقل هذه العدوى إليهما لا محالة”.
ووننتقل إلى الصحف العالمية لنقرأ في صحيفة “التايمز” البريطانية وتبدأ الصحيفة عنوان افتتاحيتها “برميل البارود الكردي ومخاوف الدولة الفاشلة”.
تكتب الصحيفة أن آخر شيء يحتاجه الشرق الأوسط في الوقت الحالي هو دولة فاشلة أخرى، وترى أنه إذا صوّت الكرد في شمال العراق للاستقلال الأسبوع المقبل، فقد لا ينتهي المطاف بالمنطقة سريعاً إلى إطار واحد، ولكن إطارين سياسيين أجوفين، نظام متداع في بغداد ودولة بدائية محاصرة ومتعثرة في أراضي كردستان العراق، والنتيجة المباشرة لذلك ستكون تصعيداً في سفك الدماء وليس الحرية.
وأشارت الصحيفة إلى حق الشعب الكردي في إقامة دولته بموجب ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على حق الشعوب في تقرير مصيرها، ومع ذلك رأت أن توقيت استفتاء 25 سبتمبر/أيلول خطأ، وعللت ذلك بأن الانفصال الآن، أو في الفترة التي تسبق الانتخابات العراقية المقررة العام المقبل، سيسرّع من تقسيم البلاد بين السنّة والشيعة والكرد، ومن شأن هذا الانقسام أن يحول العراق أقرب إلى ساحة قتال، كما أن تمرّد داعش سوف يستفيد من الفوضى الناجمة.
استفتاء كتالونيا
صحيفة “الغارديان” البريطانية نشرت تقريراً لسام جونز بعنوان “مدريد تفقد الحكمة في التعامل إزاء استفتاء كتالونيا مما يصب في مصلحة الانفصاليين”.
ويقول جونز، إنه حتى الأربعاء كان توجه الحكومة الإسبانية إزاء الاستفتاء على الاستقلال الذي من المزمع أن تجريه كتالونيا هادئاً، وواثقاً وموجزاً، ويختصر في أنه لن يجري استفتاء في الأول من أكتوبر/تشرين الأول.
وتضيف الصحيفة أن الحكومة الإسبانية تدرك أن الموقف محتقن، ولهذا كانت تتحاشى الرد على الأسئلة والمقترحات المثيرة للفتن. ولكن ذلك الهدوء بدأ في التلاشي مؤخّراً.
ويرى جونز أنه بالنسبة للكثيرين في كتالونيا وخارجها، فإن دخول جنود الشرطة الإسبانية المركزية إلى المباني الحكومية في كتالونيا، التي تحظى بالحكم الذاتي، واعتقال مسؤولين عن تنظيم الاستفتاء يتّسم بالرعونة ويفتقر إلى الهدوء أو الحكمة.
ويقول إن رئيس الوزراء الإسباني “ماريانو راخوي” يرى أن الاستفتاء أحادي الجانب غير الملزم يعد خرقاً واضحاً لدستور البلاد، وأنه “لا يوجد بلد ديمقراطي في العالم” يسمح بمثل تلك الخروق، وأنه يبحث سبل التعامل مع الأمر.
ويشير جونز إن “بحوزة الحكومة المركزية في مدريد سلاح يمكنها اللجوء إليه حيال الأمر، وهو تفعيل المادة رقم 155 في الدستور التي لم يتم اللجوء إليها سابقاً قط، لتعليق الحكم الذاتي في كتالونيا، ووضع الإقليم تحت سيطرة الحكومة في مدريد. ولكنه يضيف أن مثل هذا الإجراء سيتسبب في الكثير من الغضب والمظاهرات في كتالونيا، ولن يحقق للحكومة المركزية سوى نصر مؤقّت قصير الأمد”.
قراءة: زوزان بركل