البروكار الدمشقي.. مهنة تأبى الاندثار رغم كل التحديات

منذ القدم اقترن اسمه بالعاصمة السورية دمشق، حتى بات سفيرَها إلى دول العالم.. البروكار الدمشقي أو المدمشق، والذي يُعتبر من أشهر وأفخر أنواع الأقمشة والمنسوجات في العالم، حتى أن ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية ارتدت في حفل زفافها فستاناً من البروكار الدمشقي.

دخلت هذه الحرفة إلى دمشق في نهاية القرن التاسع عشر، وكانت في البداية تعتمد على الأنوال اليدوية الخشبية، لتتحول مع بداية القرن العشرين ودخول الكهرباء إلى دمشق، للاعتماد على الأنوال الآلية لتواكب متطلبات السوق المتزايدة.

ويمر البروكار الدمشقي بمراحلَ عديدةٍ كُنّيت أكبرُ العائلات الدمشقية بأسمائها، بدءاً من الفتّال والقصّار وصولاً إلى الملقي، وهي العملية الأخيرة من معالجة الحرير، قبل أن يستلمها الحايك ليضيف إليها الرسوماتِ المستوحاةَ من الحياة اليومية الدمشقية، ومن الزخارف العربية والإسلامية وحتى الأوروبية.

واليوم باتت حِرفة البروكار المتجذرة بالتراث الدمشقي تواجه خطرَ الاندثار، نظراً للتحديات والصعوبات التي تواجهها، بفعل الصراع الدائر بالبلاد منذ 2011، كنقص المواد الأولية، وتراجُع أعداد العاملين بها، حتى باتت تقتصر على نولٍ واحدٍ يتم توارثُهُ من عائلةٍ لأخرى، حرصاً على استمراريتها