البرلمان الألماني يعتبر تركيا قوة احتلال في سوريا
في خطوة مُهمّة على الصعيد الأوروبي والدولي، اعتبر تقرير علمي صادر عن البرلمان الألماني أن تركيا هي قوة احتلال في سورية.
التقرير الذي تم إعداده بتكليف من الكتلة البرلمانية لحزب “اليسار” وقالت وكالة الأنباء الألمانية أنها حصلت على نسخة منه يوم الأربعاء، جاء فيه أنه عند التدقيق يتضح أن التواجد العسكري التركي في منطقة عفرين شمال غرب سورية ومناطق اعزاز والباب وجرابلس شمالي البلاد يستوفي كافة معايير الاحتلال العسكري.
من جانبها أكدت نائبة رئيس الكتلة البرلمانية لحزب “اليسار”، سيفيم داجدلين، على ضرورة أن يكون هذا التقرير بمثابة صيحة إيقاظ للحكومة الألمانية، ووصفت الاستمرار في عدم تقييم توغل واحتلال تركيا لأجزاء من سورية على أنه انتهاك للقانون الدولي بالأمر المشين.
ورغم كافة التقارير ومواقف كافة الكتل البرلمانية، لم تضع الحكومة الألمانية حتى الآن تصنيفا لعملية عفرين وفقا للقانون الدولي، إلا أن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس قال في آذار مارس الماضي إن العملية العسكرية التركية لن تكون بالتأكيد متوافقة مع القانون الدولي، إذا بقيت القوات التركية في سورية على الدوام بحسب وصفه.
وعلى مدار السنوات الماضية حصل الارهابيين على أسلحة ومتفجرات وإمدادات لوجستية من 13 شركة تركية، بحسب تقرير لمؤسسة أبحاث التسلح في الصراعات نشر عام 2016، كما وثقت تقارير لمنظمات حقوقية انتهاكات الاحتلال التركي على الجغرافية السورية على أنها ترقى إلى جرائم إبادة جماعية، إلا أن ذلك لم يردع أردوغان في التهديد باحتلال المزيد من المناطق السورية الآمنة، مستغلا الصمت الدولي بهذا الشأن.
وبدأت تركيا سريعا إدخال مؤسساتها وموظفيها لمُدن الشمال السوري، كاشفة بذلك عن وجه استعماري قديم مُتجدّد يهدف إلى الاستيلاء على منازل السوريين وفرض اللغة والتاريخ والمناهج التركية على الطلبة السوريين بما ينطوي ذلك من تزوير للحقائق والوقائع التاريخية، كما عمدت إلى رفع الأعلام التركية على سائر المؤسسات، وتغيير أسماء المدن والقرى، كجزء من سياسة التتريك والتغيير الديمغرافي الممنهج، تمارسها على الجغرافية السورية.