الانتخابات الرئاسية الأمريكية وتداعياتها المحتملة على ليبيا (خاص)

تعدّ الانتخابات الرئاسية الأمريكية واحدةً من أكثر الأحداث السياسية تأثيراً على الساحة الدولية، فمع كلّ دورةٍ انتخابيةٍ رئاسية، تقف الدول والحكومات حول العالم وجمةً مترقبةً نتائجها لتحديد كيفية تكييف إستراتيجياتها وسياساتها الخارجية.

شمال إفريقيا الذي يشهد اضطراباتٍ ونزاعاتٍ، طالما كان من أكثر المعنيين بتلك الانتخابات ونتائجها، لما تفرضه من وقائعَ وتغيّراتٍ بالغةِ الأهمية، انطلاقا من المصلحة الأمريكية التي لا تعلوها أي مصلحة، وفق وصف مراقبين.

إستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية عقب أغلب الدورات الانتخابية التي شهدتها، كانت على مسافةٍ واحدة من القارة السمراء، التي أولتها أهميةً كبيرة لا تضاهيها أهمية؛ إذ سعت إلى تحقيق مصالحها في العديد من بلدانها، فكان لليبيا نصيب ممّا أولت، حيث درجت إلى تمكين علاقتها بها وتحقيق جملة من الأهداف السياسية والاقتصادية عبر اتفاقاتٍ وتحالفاتٍ مع هذا البلد، الذي يتمتّع بمزايا فريدة وموقعٍ جغرافيٍّ جعلا منه محط أنظارٍ للطامعين.

جغرافية ليبيا ومزاياها الإستراتيجية كانت الدافع وراء التنافس المحموم بين أطراف دولية عديدة، لا سيما الولايات المتحدة وروسيا، فهي تقع على بوابات أوروبا والشرق الأوسط، ورغم قلة سكانها الذين يربو عددهم على سبعة ملايين نسمة، فإن مساحتها الجغرافية تبلغ مليوناً وسبعمئة ألف كيلومتر مربع، لتكون رابع أكبر دولةٍ عربية، ورابع أكبر دولةٍ إفريقية، والدولة رقم سبعةَ عشر على مستوى العالم، حيث تعادل مساحتها تقريباً مساحة كلٍّ من ألمانيا وإيطاليا وفرنسا واليونان وإسبانيا والبرتغال مجتمعةً.

محللون ومتابعون للشأن الليبي ذهبوا إلى أنّ استراتيجية واشنطن بعد الانتخابات الأمريكية التي من المزمع إجراؤها في الخامس من تشرين الثاني / نوفمبر من العام الحالي، بغض النظر عما ستؤول إليه النتائج، ستكون أكثر فعالية من ذي قبل بالنسبة للتوجّه نحو ليبيا؛ وذلك لاحتواء الوجود الروسي وخلق بيئةٍ مناسبةٍ تمكّن واشنطن مستقبلاً من إنشاء قواعدَ عسكرية في المنطقة، الأمر الذي يشير وفق مراقبين، إلى أن أمريكا تسعى لتأسيس معسكرٍ لها في ليبيا كما حدث سابقاً في العراق.

 

قد يعجبك ايضا