الانتخابات الأمريكية .. ملف العراق “الشائك”… هل تختلف المقاربة باختلاف شخص الرئيس؟

تتميز الولايات المتحدة الأمريكية بطابعٍ مؤسساتي، يحدُّ نسبياً من تأثير التغيير القيادي على التوجّهات الخارجية للدولة، إلا أن المقاربات الأمريكية في المنطقة، تختلف بالتأكيد باختلاف توجهات الرئيس، سيما عند تحديد الأولويات أو طرق الوصول إلى الأهداف.

 

 

ومن هذا المنطلق، تعد انتخابات الرئاسة الأمريكية، نقطةً فارقةً في العلاقات التي تربط واشنطن بدول المنطقة بشكلٍ عام، فيما تبقى هناك خصوصيةٌ أخرى لعلاقتها مع العراق، الذي سعى مؤخراً لإنهاء التواجد العسكري لقوات التحالف الدولي على أراضيه.

مراقبون للشأن العراقي، لم يستبشروا بمستقبل علاقاتٍ أفضلَ مع واشنطن، في حال فوز الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” في الانتخابات القادمة، ووصفوا المرحلة التي عاصرت حُكمه في البلاد بالعصيبة، وذلك في ظل الظروف الصعبة التي شهدها العراق آنذاك، ورأوا أن مرحلةَ حكم الرئيس الحالي “جو بايدن”، هي الأكثرُ استقراراً من سابقتها، في إشارةٍ واضحةٍ إلى ترجيح كفة الأخير، في التعامل السياسي مع الجانب العراقي.

من جانبهم، أكد خبراءُ سياسيون في الشؤون الأمريكية، بأن العراق لن يكونَ ضمن أولويات “ترامب”، في حال فوزه بالرئاسة، معتبرين بأن له سياسةً خاصة، وصفوها بالمفاجئة، والتي قد تجعله يتصرف على غير المُعتاد، لكنهم أوضحوا بأن سياسة واشنطن تجاه بغداد، لن تتغير عن وضعها الحالي، في حال فوز “بايدن”، وذلك بناءً على معطيات العلاقات بين البلدين، والتي بدت متماسكةً وجيدةً نسبياً، خاصةً في الآونة الأخيرة.

وفيما يخص الوضعَ الأمني ومحاربة داعش في البلاد، لم يتوقع الخبراءُ حدوث خلافاتٍ مُستقبلية في هذا الشأن، أو أن تقومَ الولايات المتحدة مثلاً بالضغط على العراق، فيما يتعلق بتواجد قواتها العسكرية ضمن التحالف الدولي لمحاربة التنظيم الإرهابي.

أما البعضُ الآخر فقد رأى أن المحادثات الفنية، التي تجري عبر لجنةٍ عسكريةٍ مشتركة، بين الولايات المتحدة الأمريكية والعراق، لإنهاء مهمة التحالف الدولي، وبالتالي الوجود الأمريكي في العراق، ليست إلا وسيلةً لكسب الوقت، في ظل تباين وجهات النظر، حول كيفية تطور العلاقة العسكرية بين البلدين، بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لعدم وجود رؤيةٍ واضحةٍ تجاه هذا الأمر لدى حكومة بغداد، وربما لدى واشنطن هي الأخرى.