الاعتداءات التركية.. نزيف للدم وتقويض للاستقرار والأمن
نزيفٌ للدم وتقويضٌ للاستقرار والأمن.. ذلك نتاج الاعتداءات التركية على إقليم كردستان، التي تحاول أنقرة إخفاء حقيقتها وإلباسها رداءاتٍ قانونية ودولية، متذرّعة بحماية أمنها القومي، ومحاربة أحزابٍ معارِضةٍ لسياساتها، لكن هذه الحجج والمبرّرات لم تعد تنطلي على أحدٍ، حتى المتفقين مع سياسات النظام التركي والمستفيدين منها.
الاعتداءات التركية على مناطق إقليم كردستان، مستمرةٌ في انتهاكٍ صارخٍ لكلّ الأعراف والمواثيق الدولية، وإنْ حاول النظام التركي إعطاءها عناوين وتصريحاتٍ مضلِّلةً لخداع الآخرين، وبحسب محللين فإنّ تلك الاعتداءات لن تؤثّر فقط على قوميةٍ واحدة أو جغرافية محدّدة ولن تبقى محصورةً بهذه المناطق، بل إنَّ تداعياتها الكارثية ستصل مجمل المنطقة، مخلفةً حالة عدم استقرارٍ للأمن وانتشارٍ وتعاظمٍ لقوى التنظيمات الإرهابية.
ومن المحللين من ربط تلك الاعتداءات والانتهاكات المتواصلة في مناطق الإقليم بأسبابٍ عديدة منها ما يرجع إلى أنها بروباغندا سياسية وانتخابية من قبل أردوغان وحزبه، الذي تراجعت شعبيته واحترقت أوراقه مع تيقّن الشعب التركي بازدواجيته وفشله في الكثير من الملفّات، وما حدث في الانتخابات البلدية الأخيرة من خسارة رأس النظام وحزبه لمعظم البلديات التي كانت تحت سيطرتهم خيرُ دليلٍ على ذلك، ومنهم من أشار إلى أنّ تلك الاعتداءات ما هي إلا استمرارٌ لحملات الإبادة التي يتعرّض لها الشعب الكردي وتصفيةٌ لمكتسباته ووجوده سواءٌ داخل تركيا أو خارجها.
إلا أن أهداف النظام التركي الكامنة وراء اعتداءاته على مناطق إقليم كردستان لم تقف عند هذا الحد، إذ طالما سعى جاهداً إلى خلق فتنةٍ بين المكونات العراقية عبر محاولاته جر حكومتي بغداد وأربيل للمشاركة في ما يقوم به من قصفٍ للقرى الآمنة وتدميرٍ للممتلكات وترويعٍ للسكّان، مستغلّاً الأوضاع الاقتصادية وأزمة المياه، دون أي رادع من الحكومتين اللتين لم تستطيعا لجم أنقرة عن زعزعة الاستقرار في بلدٍ يعاني بالفعل أزماتٍ متعددة.
ويشار إلى أنّ الهجمات التركية التي طال آخرها مناطق في محافظة دهوك شمالي إقليم كردستان، غالباً ما تسفر عن ضحايا مدنيين وتهجيرٍ للسكان من قراهم وحرق أراضيهم الزراعية، وهو ما يصبّ في سياسة التوسّع التي ينتهجها النظام التركي في المنطقة وخارجها، إذ لا يزال يتدخّل بشكلٍ مباشرٍ في كلٍّ من سوريا وليبيا والنيجر وغيرها من خلال دعم التنظيمات الإرهابية وإرسال المرتزقة بما يخدم أجنداته ومساعيه التوسعية والاحتلالية.