الاشتباكات تحاصر اللاجئين السوريين في طرابلس
لم يكن اللاجئون السوريون الذين فروا من جحيم الحرب في بلادهم إلى ليبيا، يعلمون بأن الرحلة ستنتهي بهم في معسكرات احتجاز بالعاصمة طرابلس، وفي أتون حرب أخرى بين الأطراف الليبية المتصارعة.
آلاف السوريين وجدوا أنفسهم مع غيرهم من المهاجرين الأفارقة محاصرين في طرابلس، في الوقت الذي تدور فيه الاشتباكات بين الجيش الوطني بقيادة خليفة حفتر وجماعات أخرى تابعة لحكومة الوفاق التي يرأسها فايز السراج.
مصادر مطلعة أكدت أن المهاجرين واللاجئين يتكدسون في مخازن وحظائر، وفي سجون بحراسة فصائل مسلحة، لا تملك أي خبرة في التعامل مع اللاجئين، وسط شح في الإمدادات الطبية والغذائية.
وبعد اقتراب الاشتباكات منهم، لم تفلح جهود الأمم المتحدة في إجلاء المهاجرين واللاجئين، وأكد المتحدث باسم المفوضية بابار بالوش، أن بإمكانهم سماع أصوات الاشتباكات وسط حالة من الخوف.
من جهته تحدث رئيس بعثة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ليبيا ماثيو بروك، عن أشكال مروعة من الحرمان التي يعانيها اللاجئون والمهاجرون في ليبيا، مبيناً أن معظمهم في خطر جسيم إضافي.
مكتب الأمم المتحدة لحقوق الانسان أعرب عن مخاوفه من أن تستخدم الأطراف المتحاربة المهاجرين كدروع بشرية أو تجندهم بالقوة، وسط أنباء عن إرغام البعض منهم العام الماضي، على القتال في صفوف بعض الجماعات الإسلامية المتشددة شرق ليبيا.
وكان تقرير للمنظمة الدولية أشار في ديسمبر كانون الأول الماضي أن المهاجرين واللاجئين في ليبيا والذين يقدر عدده بمئات الآلاف، يعانون من ما صفتها “مجموعة مروعة من الانتهاكات” على أيدي مسؤولين في الحكومة وفصائل مسلحة ومهربي البشر، كالقتل خارج نطاق القانون والتعذيب والاحتجاز التعسفي والاغتصاب الجماعي والاسترقاق والابتزاز وغيرها.