الاحتلال التركي يأمر بفتح النار على من يحاول إدخال مساعدات الإدارة الذاتية للمناطق المنكوبة شمالي سوريا

لم يرحمهم ولا يريد لرحمة الله أن تنزل عليهم، فالنظام التركي الذي أغلق المعابر الحدودية مع سوريا، ومنع دخول المساعدات إلى السوريين في المناطق المنكوبة شمال غربي البلاد منذ وقوع الزلزال المدمر، يتعمد حرمانهم حتى من المساعدات الإغاثية القادمة من مناطق أخرى، وإن كانت لا تمر بأراضيه.

فبعد سبعة أيام من وقوع الكارثة ما يزال النظام التركي يمنع دخول المساعدات المقدمة من الإدارة الذاتية للمنكوبين شمال غربي سوريا، رغم الحاجة الماسة لإيصالها إليهم، وسط فقدان جميع المقومات الضرورية للحياة، وانخفاض درجات الحرارة تحت الصفر، وبقاء عشرات الآلاف مشردين في العراء، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.

لكن ما هو أدهى وأمر أن يكون سوريون هم الأداة التي يتفنن فيها النظام التركي لإبادة إخوانهم، فقد كشف معارضون بارزون، أن الفصائل الإرهابية التابعة للاحتلال التركي على خطوط التماس مع مناطق الإدارة الذاتية، وصلتها أوامر بفتح النار على أي فصيل يحاول التدخل للسماح بعبور المساعدات الإنسانية والمعدات الإغاثية القادمة من مناطق الإدارة الذاتية إلى المناطق المنكوبة.

المصادر قالت إنها تواصلت مع بعض الفصائل من أجل السماح بعبور المساعدات، لكن قادتها أكدوا بأن مجرد محاولة النقاش مع قادة الفصائل التركمانيين الذي يأخذون أوامرهم من استخبارات الاحتلال التركي مباشرة، يعني الدخول في اقتتال قد يفضي لمجازر جديدة.

كما كشفت المصادر أن أعضاء ما يسمى بـ “الائتلاف السوري”، وبعد تهربهم من التعليق لأيام، اعترفوا بأنهم لا يملكون حق الاعتراض على الأوامر التركية بشأن المساعدات القادمة من شمال شرق سوريا، مشيرة إلى أنهم لا يجرؤون على الإفصاح علناً عن ذلك.

لكن مع تعاظم الخطب واستفحال الكرب، وبعد أن خفتت أصوات الأنين من تحت الأنقاض، هل سينسى السوريون، تكالب الأعداء عليهم، ولا سيما الاحتلال التركي الذي غزا بلادهم بعد أن سلّح حراكهم، فكان سبباً لقتل عشرات الآلاف منهم، وتشريد الملايين، مستغلاً خسّة وانحطاط بعض أبناء جلدتهم، الذين باعوا أنفسهم للمحتل وكانوا رهن إرادته، مقابل فتات لا يساوي ارتجاف طفل شرّده هؤلاء، الذين يصفهم السوريون بالمرتزقة والعملاء.

قد يعجبك ايضا