الاتفاقيات بين طهران وبغداد “شكلية” ولم تصدر بشأنها تعليمات
الموقف العراقي يبدو أنه الموقف الأكثر تشوشاً تجاه حزمة العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إيران، نتيجة توزع القوى وتأثير طرفي النزاع في المشهد العراقي، إذ ما يزال الدور الأمريكي قويا ومؤثراً بالنسبة للطبقة السياسية العراقية.
وبالرغم من الجدل المثار حول بعض الاتقافيات التي وقعها رئيس الحكومة عادل عبد المهدي مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، فإن مصادر دبلوماسية عراقية كشفت أن الاتفاقيات التي وقعها الجانبان كانت شكلية ولم تصدر بشأنها أي تعليمات.
المصادر ذاتها أشارت إلى أن زيارة روحاني إلى العراق، لم تُفضِ إلى تحقيق اختراق مهمّ في الملفات الحساسة بين البلدين، وأن إيران لم تحقق ما تريده من كسر الحظر الأمريكي عليها من بوابة العراق.
تردد عراقي تجاه إيران يكشف عن حذر بغداد من إغضاب واشنطن، فهي ليست في وضع يساعدها في الاصطفاف بالكامل إلى جانب إيران بما يمكّن الأخيرة من التخفيف من وطأة العقوبات الأمريكية عليها، كما أن بغداد لا تريد أن تذهب إلى ما لا نهاية باتجاه المحور الإيراني، وبالتالي خسارة محور المجتمع الدولي.
من هذا المنطلق، يرى مراقبون للشأن العراقي أن أهداف زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني سياسية وتأتي ضمن محاولة لاستدراج العراق، أكثر مما هي اقتصادية، وأن الاتفاقية الاقتصادية جزء من الصراع الإيراني الأمريكي في العراق، لجهة أن إيران تحاول التخلص من العقوبات المفروضة عليها بجعل العراق هو المُستهدَف والخاسر الأكبر من هذه العقوبات.