الإندبندنت ـ بينما ينظر العالم نحو الغوطة عفرين تُذبح على أيدي القوات التركية
عفرين تُذبح على أيدي القوات التركية، بينما تتجه أنظار العالم إلى الغوطة الشرقية، بالرغم من أنهما يقعان في نفس البلد، هذا ما تضمنه مقال لباتريك كوبيرن، محرر الشؤون العسكرية في صحيفة الاندبندنت البريطانية.
كوبيرن يقول، إن هناك العديد من اشرطة الفيديو والصور، من عفرين التي تظهر قصف المنازل، وتظهر جثث المدنيين بينهم أطفال قتلوا جراء استهدافهم من قبل جيش الاحتلال التركي والميليشيات المتحالفة معه.
أحد الصور الفظيعة التقطها أحد عناصر الميليشيات يظهر وخلفه سيارة مدنية محروقة فيها جثة السائق وهي محترقة، إضافة إلى صور لجثث تحت الأنقاض.
الكاتب يعتبر إذا كانت أي من هذه الصور قد خرجت من الغوطة الشرقية، فإن وسائل الاعلام ستضج بها، وستقوم نيكي هايلي، سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، بحمل صور لأطفال موتى، ولكن لأن هذه الأحداث تحدث في عفرين وليس في الغوطة الشرقية، يتم تجاهلهم من وسائل الاعلام الغربية.
وبحسب المقال فإن المعاناة من المرجح أن تزداد سوءً، لأن تركيا تعرف أن الاهتمام الدولي يتركز حصراً على الغوطة الشرقية، وأن أي من جرائمها لن تظهر للعلن.
وعن أحوال المدنيين يقول كوبيرن، أن لدى الأكراد خوفٌ من أنهم على وشك أن يصبحوا ضحايا حملة تطهير عرقي يتم بموجبها إخراجهم من عفرين كلياً أو جزئياً وفي أحسن الأحوال، سينتهي بهم المطاف إلى مخيمات اللجوء.
ويعزي الكاتب السبب من وراء هذه المخاوف أن من يقاتل مع الجيش التركي وقواته الخاصة، في الجبهات الأمامية هم عناصر في تنظيم “داعش” الإرهابي والقاعدة، وتشير الدلائل إلى أن العديد من هؤلاء هم من الإسلاميين المتشددين، وهم يكرهون الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة، لأنهم يحملونهم مسؤولية هزيمة التنظيم وخسارته لأراضيه، لذلك وبحسب الكاتب لن يكون أي كردي يقع في أيديهم آمناً.
ويختتم الكاتب مقاله بأنه من المرجح، أن ينتهي الأمر بالأكراد في عفرين مثل الإغريق في قبرص، الذين فروا أو طردوا من الجزء الشمالي من الجزيرة، بسبب الغزو التركي عام 1974 وما زالوا يحاولون العودة إلى منازلهم.