الأمم المتحدة: 24 شخصاً لقوا حتفهم في هجمات بجنوب السودان
أعادت اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية وفصائل مسلحة في جنوب السودان إلى الأذهان شبح الحرب الأهلية التي مزقت البلاد، حيث أودت هجمات متفرقة بحياة عشرات المدنيين، معظمهم من الشباب.
وتأتي هذه التطورات لتزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية والسياسية في الدولة التي تعاني من صراعات متعددة منذ استقلالها.
بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان أعربت عن بالغ قلقها إزاء هذه الحوادث المتكررة، داعية الحكومة إلى إجراء تحقيقٍ فوري ومحاسبة الجناة. ووصف وزير السلام في الولاية، الحادثة بأنها “مذبحة مروعة”، مشيراً إلى استهداف المدنيين بشكل مباشر.
هذه الاشتباكات تأتي في ظل حالة عدم الاستقرار التي تشهدها جنوب السودان منذ استقلالها، حيث تعاني الدولة من صراعات قبلية وسياسية متكررة، فضلاً عن الفساد والانهيار الاقتصادي. وقد أدت هذه الأزمات المتتالية إلى تأجيل الانتخابات العامة عدة مرات، مما زاد من حالة الإحباط لدى الشعب.
ويعود تاريخ الصراع في جنوب السودان إلى عقود طويلة، حيث شهدت المنطقة حرباً أهلية دامية استمرت لعقود قبل أن تستقل عن السودان في عام ألفين وأحد عشر، ورغم توقيع اتفاق سلام في عام ألفين وثمانية عشر، إلا أن البلاد فشلت في تحقيق الاستقرار، واستمرت أعمال العنف والانتهاكات لحقوق الإنسان.
وتعتبر هذه الأحداث الأخيرة مؤشراً على استمرار حالة عدم الاستقرار في جنوب السودان، مما يُضعف الآمال في تحقيق السلام والاستقرار في البلاد. وتدعو هذه الأحداث المجتمع الدولي إلى زيادة جهوده لدعم جهود السلام في جنوب السودان، والضغط على الأطراف المتحاربة للالتزام باتفاقات السلام.