على وقع التصعيد الميداني بين قوات الحكومة السورية وحلفائها من جهة وهيئة تحرير الشام الإرهابية وباقي الفصائل المسلحة التابعة لتركيا بشمال غرب سوريا، دقت الأمم المتحدة ناقوسَ الخطر، بُعيدَ الهجمات البرية واسعة النطاق هناك.
نائب المنسق الإنساني الإقليمي للأزمة السورية ديفيد كاردن أعرب عن قلقه العميق إزاء تأثير التصعيد الأخير لما وصفها بالأعمال العدائية في شمال غرب سوريا على المدنيين وخاصة الأطفال.
وبحسب كاردن فإن ثلاثة فتيان لا تتجاوز أعمارهم أربعة عشر عاما قُتلوا الأربعاء فيما أُصيب أكثر من اثني عشر طفلا آخرين في قصف مدفعي في إدلب وغرب حلب، وجميع الأطفال كانوا في مؤسسة تعليمية وقت الهجوم.
وأشار المسؤول الأممي أن جميع المدارس الخاصة والعامة أغلقت بالإضافة إلى أن خمساً وثلاثين منظمة غير حكومية على الأقل قامت بتعليق عملياتها الإنسانية خاصة في المناطق الواقعة على طول خط المواجهة، مضيفاً أن الخدمات الصحية لم تعد تعمل في أربع عشرة منشأة على الأقل بسبب القتال.
ويقول مراقبون إنه لا يمكن أن نقرأ هذه التطورات الميدانية بشمال غرب سوريا، بمعزل عن اجتماع ما تُسمَّى الدول الضامنة في مسار آستانا في جولتها الثانية والعشرين التي عقدت مؤخراً. وهذه الدول هي روسيا وتركيا وإيران، التي توصلت خلال سنوات سابقة إلى اتفاقات غير معلنة، حدثت بموجبها تغييرات كبيرة في الجغرافية السورية، بما يتماشى مع مصالح هذه الدول.