الأمم المتحدة: المياه تهدد أمن الشرق الأوسط
تقريرٌ سنوي للتنبؤات الزراعية لمنظمة الأغذية والزراعة “الفاو” ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التابعتينِ للأمم المتحدة يطلقُ تحذيراتٍ بخصوصِ التهديد الكبير والوشيك الذي تشكلهُ المياه والنزاعات في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لافتاً إلى ان السياساتِ المائية لحكوماتِ المنطقة بحاجةٍ إلى نظرةٍ شمولية أكثرَ عمقاً واستدامة لمواجهةِ الأمن الغذائي في المستقبل
التقرير السنوي للتنبؤات خلال الأعوام من ٢٠١٨ حتى ٢٠٢٧ أشارَ إلى أنهُ على الرغمِ من توقعاتِ زيادةِ الإنتاج الزراعي والسمكي في المنطقة بنسبة ١٫٥٪ إلا ان المنطقة مقبلةٌ على تحدياتِ قلةِ الأراضي وموارد المياه، ناهيك عن التأثيرات السلبية المتعلقة بالتقلباتِ المناخية، وعليه فإن الاهتمام سيكون منصباً بشكلٍ أساسي على الاستيراد.
التقريرُ لفت إلى أن قلة الموارد المائية ليست هي المشكلة فحسب، وإنما أيضاً الاستخدامُ غيرِ المستدام للمياه السطحية والجوفية الامر الذي قد يؤدي إلى استنفاذِ الطبقات المائية التي تعتمدُ عليها منطقةُ الشرق الأوسط، وأضاف التقرير بـأن المردود المادي من زراعةِ القمح والأرز اللتان تستهلكانِ كميةً كبيرة من المياه، محدودةٌ جداً مقارنة بالأرباحِ الكبيرة التي يتم تحصيلها من زراعة الفاكهة والخضار
منظمتا “الفاو” والتعاون الاقتصادي دعتا في نهاية تقريرهما دولَ المنطقة إلى إعادةِ حساباتها بالابتعادِ عن زراعةِ الحبوب التي تستهلك الكثيرَ من المياه ودعمِ التنمية الريفية وزراعة منتجاتٍ أكثرَ قيمة وأقلَّ حاجةَ للمياهِ خلال السنواتِ المقبلة وصولاً إلى الاكتفاء الغذائي