الأسد: الأولوية لإعادة الإعمار

في الوقت الذي ما زالت تعاني فيه البلادُ من استمرارِ الحرب الطاحنة بين النظام مدعوماً بحلفائه وبين الفصائل المسلحة، تزدادُ الأوضاعُ الإنسانية سوءً، بتزايدِ اعدادٍ النازحين واللاجئين، جراءَ المعاركِ في مناطقَ عدة من سوريا، يعلنُ رئيس النظام السوري بشار الأسد، ، بأن إعادة الإعمار في البلاد، على رأس أولويات نظامه.
إعادة الإعمار الذي قدر البنكُ الدولي عام 2016، تكلفتها بنحو 700 مليار دولار، في حال انتهت الحرب عام 2017، قضية يحاول الأسد استثمارها لصالح شرعنة نظامه دولياً ، والخروج من العزلة، إذ صرح الأسد، بأن إعادة الإعمار عملية رابحة بجميع الأحوال بالنسبة للشركات التي ستساهم فيها.
الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني كانت قد قالت بأن الاتحاد الأوروبي مستعد للتفكير في تمويل إعادة الإعمار سوريا، لكن شرط أن تكون عملية السلام بالنسبة لهذه البلاد في جنيف دائمة.
إلا أن مسؤولين روس، ذكروا في وقتٍ سابق أن الأسد أكد استعداد دمشق لمنح الأولوية في إعادة إعمار سوريا للشركات الروسية، إذا أبدت الأخيرة اهتمامها بذلك، داعيةً بلادها إلى عدم التباطؤ في الاستثمار في الاقتصاد السوري، والانخراط في عملية إعادة إعمار.
فروسيا يبدو بأنها ستكون الرابح في المونديال السوري، والأسد أكد مرارا إن سوريا تعتمد بشكلٍ رئيسي على روسيا والصين وإيران؛ لتحصل شركاتها على الأرباح المرجوّة من الإعمار.
التسريبات تشير إلى أن الشركات الروسية حصلت على امتيازِ إعمار حلب ودمشق بما فيها الغوطة الشرقية بمفردها، وأخذت تتجهزُ للشروعِ بمهمتها عبر إعداد الموادِ والمعداتِ اللازمة لذلك، في حين ما زالت الحصة التي سيحصلُ عليها الحلفاء الباقين للنظام، وفي مقدمتهم إيران مثارَ جدلٍ وتساؤلٍ لدى جميعِ المهتمين بالشأنِ السوري، خاصةً وأن إيران قد استهلكت في الحربِ السورية مبالغَ وإمكاناتٍ ضخمة، انعكست على الوضعِ الداخلي الاقتصادي في البلاد، وسببت أزمةً داخلية فاقمتها أيضاً العقوبات التي طالتها بسبب برنامجها النووي.

قد يعجبك ايضا