الأزمة في ذكراها الثامنة..مفردة أمل وجمع آلام
ستة وتسعون شهراً طافت خلالها الأرض السورية بالدماء والجثث، واستمر القتل والتدمير والتشريد على الجغرافية السورية.
وفي ذكراها الثامنة، نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان حصيلة النزاع الدامي الذي بدأ باحتجاجات شعبية في الخامس عشر من آذار ألفين وأحد عشر، سرعان ما قوبلت بالقمع والقوة من النظام، قبل أن تتحول حرباً مدمرة تشارك فيها أطراف عدة.
المرصد السوري وثق مقتل 371222 شخصاً منذ اندلاع النزاع، بينهم أكثر من 112 ألف مدني، موضحاً أن بين القتلى المدنيين أكثر من 21 ألف طفل و13 ألف امرأة.
لكن المرصد يقول إن هذه الإحصائيات، لا تضم عشرات آلاف السوريين ممن توفوا جراء التعذيب في معتقلات النظام أو المفقودين والمخطوفين لدى جهات عدة في سوريا، حيث يلف الغموض مصيرهم.
وبحسب المرصد فقد أسفرت العمليات العسكرية وعمليات القصف والتفجيرات عن إصابة أكثر من مليوني سوري بجراح مختلفة وإعاقات دائمة، فيما شرِّدَ نحو 12 مليون مواطن آخرين، داخل البلاد وخارجها بينهم مئات آلاف الأطفال والنساء.
وفي الوقت ذاته بقيت المخيمات المخصصة للنازحين تعاني مأساتها في ظل تراجع المساعدات من قبل المنظمات المعنية، ناهيك عن مأساة مئات الآلاف من سكان عفرين الذين قام الاحتلال التركي بتهجيرهم.
وعدا عن الخسائر البشرية، أحدث النزاع دماراً هائلاً في البنى التحتية والمشافي والمدارس والأملاك الخاصة والعامة، قدرت الأمم المتحدة كلفته بنحو 400 مليار دولار.
وفيما تبقى الأزمة مستمرة، لكن عيون السوريين لازالت ترنو إلى متسع من الحياة، عل وعسى أن يتمكنوا من العودة يوما إلى بقايا الدمار في قراهم، يحدوهم الأمل بيوم يعاقب فيه القتلة الذين ارتكبوا انتهاكات وجرائم يندى لها جبين الإنسانية.