تحوّلت مناطق كثيرة في سوريا مؤخراً إلى ساحاتٍ لعمليات الانتقام والخطف وتنفيذ الاغتيالات، في ظل الفوضى والفلتان الأمني وغياب محاسبة الجناة، فيما يجد المدنيون أنفسهم في مواجهة أشكالٍ متعددة من القمع، في مشهدٍ يعكس تعقيدات وعمق الأزمة الأمنية في البلاد.
مقتل 6 أشخاص برصاص مسلحين في مدينة حلب شمال سوريا
ففي ظل التصاعد المستمر لحالات الاغتيال والانفلات الأمني، أقدم مسلحون مجهولون، الثلاثاء، على تصفية ستة أشخاص، معظمهم من عائلة “مندو”، في حي الشيخ سعيد الواقع جنوبي مدينة حلب، شمال سوريا. وبحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن العملية نُفذت من قبل أربعة مسلحين ملثمين، استخدموا مسدسات مزودة بكواتم للصوت، فيما فرّ المسلحون إلى جهة مجهولة على متن دراجتين ناريتين.
العائلة المستهدفة كانت متهمة من قبل بعض الأطراف بالتعاون مع النظام السوري خلال السنوات السابقة، الأمر الذي يرجّح أن دوافع العملية تتعلق بتصفية حسابات قديمة أو انتقام فصائلي.
المرصد السوري: تصفية وإعدام 78 شخصا في مناطق متفرقة خلال 3 أسابيع
وفي هذا السياق وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل ثمانية وسبعين شخصاً في مختلف المحافظات السورية منذ مطلع شهر نيسان الجاري، وذلك ضمن إطار الجرائم المنطوية تحت إطار التصفية.
فقدان شاب لحياته تحت التعذيب في سجون الحكومة السورية الانتقالية
وفي حادثة منفصلة، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بفقدان شاب لحياته من ريف حمص، تحت التعذيب الجسدي والنفسي داخل أحد سجون الحكومة السورية الانتقالية، حيث كان قد اعتُقل قبل أيام خلال حملة أمنية في قرية بلقسة بريف حمص الغربي.
ومع استمرار الانتهاكات، تتكرّس أزمة الثقة بين المواطنين والسلطات في البلاد، وسط غياب أي أفق واضح لتحقيق العدالة أو الاستقرار الذي انتظره السوريون لأكثر من عقد.