في درعا جنوبي سوريا، لا صوتَ يعلو فوقَ صوتِ الموت، إذ تنتشرُ في أصداء ِالمدينة وريفها بشكلٍ متواترٍ أنباءَ مقتلِ أحد المدنيين هنا، أو أحد عناصر قوات الحكومة السورية هناك، وأحيانا أخرى استهداف أحد الذين خضعوا لما يعرف بـ “التسويات”.
هذه الأخيرةُ غيرت وجهَ درعا وريفَها منذ عام ألفين وثمانية عشر ولغاية الآن، فمن ذلك التاريخ تسود الاغتيالاتُ والهجماتُ التي تستهدف المقارَ الأمنية والعسكرية التابعة للحكومة، كما تشهد المنطقةُ عملياتِ تصفيةٍ لعناصر سابقين في الفصائل المسلحة بالإضافة للمدنيين، الذين لا حول لهم ولا قوة، وسطَ غيابٍ تامٍّ لمبدأ المحاسبة من قبل قوات الحكومة السورية التي تسيطر على الأرض.
ومع غيابِ الدورِ الحكومي، ينتظر الأهالي من الوجهاء وشيوخ العشائر الغائبين عن المشهد أو المغيبين قسراً، بحسب مراقبين، لعبَ دورٍ أكبرَ لوضع حد لما تعيشه المحافظةُ من حالة الفلتان الأمني.
وهكذا يبقى مستقبلُ المحافظةِ مجهولاً، وغير محمود العواقبِ، فكلُّ الدلائلِ تشير وفق مراقبين، بأن ما تمر به درعا منذ أكثر من ثلاث سنوات لا يبشرُ بخيرٍ.