استفتاء إقليم كردستان العراق في أروقة الصحف الإسرائيلية

في صحف اليوم: الاستفتاء الكردي في العراق هو موضوع نقاش بعض الصحف العربية والإسرائيلية، واهتمت الصحف كذلك من مخاوف إغراء مسلمي الروهينغا للالتحاق بـ “داعش”، وأيضاً تضاعف ظاهرة تجنيد الأطفال للقتال في الشرق الاوسط.

البداية ستكون مع صحيفة “الحياة” اللبنانية التي تناولت المظاهرات والأحداث الأمنية التي شهدتها ناحية “مندلي” في محافظة “ديالى” العراقية.

الصحيفة كتبت إن هذه الوقائع اندلعت بعد أيام من تصويت مجلس ناحية مندلي على ضم المنطقة إلى الاستفتاء المقرر في إقليم كردستان العراق، ورأت أن الأحداث الأمنية التي تشهدها هذه الناحية تعتبر إنذاراً لما قد يحصل من مواجهات محتملة بعد إعلان نتيجة الاستفتاء على مصير كردستان العراق، المقرر في الخامس والعشرين من الشهر الجاري.

وفي صحيفة “هآراتس” الإسرائيلية نقرأ مقالاً لـ”دانييل أمير” يقول فيه إن الكرد والإسرائيليين عانوا عبر التاريخ من التمييز والاضطهاد وإسرائيل تبعث رسائل دعم للكرد قبل استفتاء الخامس والعشرين من الشهر الجاري.

الكاتب لا يوافق هذا الدعم الذي تبديه إسرائيل للكرد، ويدعو السلطات الإسرائيلية إلى التعامل بحذر حتى ولو كانت تساند استقلال كردستان، لأن ولادة دولة كردستان سيكون له ثمن في إسرائيل.

يشرح الكاتب الكيفية التي سيؤثر بها استقلال كردستان على العلاقات بين إسرائيل ودول الجوار كأن تزيد العلاقات العراقية الإيرانية توطّداً، وأن تعيد تركيا النظر في علاقاتها مع إسرائيل.

ونطالع في صحيفة “إسرائيل اليوم” كتب فيها “يوسي بيلين”، إن الاستفتاء العام الذي سيجري في 25 أيلول، لن يُنشئ الدولة الكردية المستقلة، لكنه قد يخلق دينامية تؤدي إلى هذه العملية، رغم غضب أربع دول في الشرق الأوسط: تركيا وسورية وإيران والعراق.

جميع الكرد تقريباً، يطالبون بدولة لأنفسهم وهم يتذكرون جيداً المواجهات الصعبة التي عانوا منها خلال المئة سنة الماضية التي خاضوا خلالها نضالهم: لقد استخدم صدام حسين أسلحة كيميائية ضدهم وقتل الآلاف، وإيران أعدمت الكثيرين منهم، وكانت هناك مواجهات عنيفة في سورية، ووقعت أسوأ المواجهات عندما قتل عشرات الآلاف من الكرد في اشتباكات مع السلطات التركية على مختلف الأجيال.

هناك أكثر من 30 مليون كردي “مسلمون سنّيون من أصل إيراني يتمتّعون بلغة وثقافة فريدة” يقيمون على نحو 200 ألف كيلومتر مربع من الأراضي في البلدان الأربعة، والذين توقعوا إقامة دولتهم مع نمو مفهوم تقرير المصير بعد الحرب العالمية الأولى، وتحولوا على مر السنين، إلى أكبر أقلية في العالم لم تتمتع بحق تقرير المصير، وكانت تركيا هي العامل الرئيسي في منع إنشاء دولة كردية مستقلة.

العالم يخشى حدوث سلسلة أخرى من الإجراءات التي ستزعزع الاستقرار الجزئي في الشرق الأوسط، ويخشى العراقيون من اقتطاع جزء من دولتهم وفقدان مصدر هام للنفط.

أما تركيا فتخشى أن يسعى الكرد فيها للانضمام إلى إخوانهم في العراق ومطالبة الدولة الكردية باقتطاع جزء من تركيا. والخوف في إيران مشابه، وأما سورية، التي تدرك أن ادّعاء الأتراك قوي بشكلٍ خاص بسبب حربهم ضد “داعش”، فتشعر بالقلق أيضاً من أن الكرد السوريين سيسعون للانضمام إلى الدولة الكردية.

الجهات الدولية التي تفهم عدالة مطلب الكرد، “تتلعثم”. ألمانيا تقول إن “خطوات كهذه لا تتم من جانب واحد”، والولايات المتحدة التي تشعر بالتزام الكرد في أعقاب الجهد الكبير الذي بذلوه ضد “داعش”، لا تشعر بالارتياح لدعم عملية “الخروج الكردي” “على وزن الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي”، وهي تتهرب من إعلان

موقف شجاع، من خلال توجه وزارة الخارجية إلى برزاني لتأجيل الاستفتاء إلى “موعد أكثر ملائماً”.

لكنه من الصعب الأيمان بأنه سيتم العثور على هذا التاريخ المناسب في المستقبل المنظور، الدعم الإسرائيلي مهم للكرد، وجيّد أنه تم. هذه مصلحة سياسية واضحة لإسرائيل، لكنه يوجد هنا، أيضاً، دين أخلاقي مستحق للأصدقاء الذين يستحقون تحقيق تقرير المصير، بشكل لا يقل عن الآخرين، بل ربما أكثر من منهم.

أما صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية فقد جاء فيها رسم لـ”أمجد رسمي” يرى فيه أن إقليم كردستان العراق يركب عدة مخاطر بدعوته إلى الاستفتاء على الاستقلال، وعدم قبول حكومة الإقليم تأجيل تاريخ الاستفتاء رغم الأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها الإقليم.

المخاوف من التحاق مسلمي الروهينغا بـ “داعش”

نقرأ في “صحيفة الديلي تلغرافالبريطانية تقريراً لـ “نيكولا سميث” عن تحذير ماليزيا من إمكانية استغلال نشطاء تنظيم “داعش” الأوضاع الصعبة لمسلمي الروهينغا وإغرائهم للالتحاق بالتنظيم.

وقال وزير الدفاع الماليزي “داتوك سري هشام الدين” إن التنظيم يبحث منذ فترة عن موطئ قدم له في المنطقة، وقد يستغل مسلمي الروهينغا اليائسين الذين لا يملكون الكثير من الخيارات.

ودعا إلى عدم ترك الروهينغا في هذه الحال حتى لا يسهل استغلال وضعهم. ويأتي هذا التحذير في وقت تتواصل موجات نزوح مسلمي الروهينغا هرباً من حملة ينفذها الجيش ضدهم في ميانمار.

ويفيد مركز أبحاث “إيمان” الماليزي بأن نشطاء التنظيم تمكّنوا من تجنيد بعض مسلمي الروهينغا خلال نزوحهم السابق في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأرسلوهم إلى الفلبين للتدريب.

تضاعف ظاهرة تجنيد الأطفال للقتال في الشرق الاوسط

وننهي هذه الجولة عبر الصحف من صحيفة “الغارديان” البريطانية ترى في موضوع نشرته حول دراسة أجرتها منظمة خيرية لصالح الأمم المتحدة، أوضحت زيادة مفزعة في ظاهرة تجنيد الأطفال للقتال في الصراعات الداخلية.

الموضوع الذي أعدته “كارين ماكفيه” كبيرة محرري الجريدة جاء بعنوان “تجنيد الأطفال يتضاعف خلال السنة الماضية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.

وتضيف أن الدراسة أوضحت أن الأطفال يتم تجنيدهم للقتال في ميليشيات مسلحة تشارك في القتال في عدة دول، منها العراق وسوريا واليمن وليبيا وهي دول تشهد صراعات عسكرية محلية مستمرة منذ سنوات.

وتشير إلى أن هناك عدة أمور تساهم في تفشي هذه الظاهرة منها فقدان آلاف الأطفال أقاربهم البالغين أو أي معيل على مواجهة أعباء الحياة، كما أن الكثيرين منهم تعرضوا للتشرد بعد هدم منازل أسرهم، علاوة على توقف أي نظام مجتمعي يساعد أفراد الأسرة على التكاتف وإعالة بعضهم البعض في بعض هذه الدول. وتقول “أن نحو طفل من بين كل خمسة أطفال في الشرق الأوسط بحاجة لإعانة ومساعدة إنسانية بشكل عاجل”.

مضيفةً أن النسبة الأكبر من بين هؤلاء الأطفال والتي تبلغ 90 في المائة يعيشون في دول تأثرت بالحروب الأهلية والاضطرابات.

 

قراءة: زوزان بركل