منذ العام ألفين وأحد عشر، تعيش سوريا أزمةً كبيرة خلّفت وراءَها عدّةَ ظواهرَ سلبية اجتماعية ومعيشية وصحية خانقة، لا سيما في مناطقِ سيطرة الحكومة السورية، ما أجبر الآلاف خاصةً الشباب على الهجرة أو التفكير فيها.
تقريرٌ لصحيفة “الشرق الأوسط”، سلّط الضوء على موجة الهجرة المتصاعدة بين السوريين من مناطق سيطرة الحكومة إلى أوروبا، عبوراً بمناطق سيطرة الفصائل الإرهابية التابعة للاحتلال التركي شمالي البلاد.
التقرير يعرض أسباب ازدياد ظاهرة الهجرة بين الشباب والطرق التي يسلكها المهاجرون والصعوبات والمخاطر التي يواجهونها والتكاليف المادية التي يتكبدونها للوصول إلى أوروبا، وذلك وَفقاً لشهادات عددٍ من المهاجرين.
مهاجرٌ من الغوطة الشرقية بريف العاصمة السورية دمشق تحدَّث للصحيفة، أنه فقد عمله في إحدى الشركات الخاصة بدمشق نتيجة الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي تشهدها المنطقة، مشيراً إلى أن قرار الهجرة يراود جميع السوريين بمناطق الحكومة وهو مرتبط بتوفر تكاليفها، ولافتاً إلى أن العمليات تتم عن طريق مهربين يملكون نفوذاً وارتباطاً مع الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة.
وقال مهاجرٌ آخر من مدينة حمص، إنه فضّل الهجرة على الالتحاق بصفوف الفصائل التابعة لإيران، التي وعدته بتقديم راتب شهري يتراوح بين مئةٍ وعشرين إلى مئةٍ وخمسين دولاراً أمريكياً، وذلك بعد أن فقد عمله في معملٍ لإنتاج الزيوت النباتية بمدينة حمص.
وعن عملية التهريب بين مناطق الحكومة والمناطق المحتلة، قال أحد المهربين بريف حلب، إن عملية تهريب البشر مِهنةٌ تدرُّ أموالاً كبيرة للمهربين، ولا بد أن تكون شبه منظمةٍ ومؤمَّنة إلى حدٍّ بعيد، لتسهيل عمليات التهريب بدءاً من مناطق الحكومة مروراً بالمناطق المحتلة وتركيا وصولاً إلى أوروبا.