اتفاق وشيك لإسرائيل وحزب الله على إنهاء الحرب دون تحقيق الأهداف المعلنة ( خاص )

تعدّدتِ المصادرُ وتوالت التصريحات، عن اتفاقٍ محتمل لحزب الله اللبناني وإسرائيل، على وقفٍ لإطلاق النار، في حربٍ لم تحقّق أيًا من أهدافها المعلنة من قبل الطرفين.

فحزب الله الذي أعلن حرباً على إسرائيل نصرةً لقطاع غزة كما يقول، بات قابَ قوسين أو أدنى، من إبرام اتفاقٍ مع تل أبيب لوقف إطلاق النار، ما يعنى بقاءَ حركة حماس وحيدةً في المواجهة.

إسرائيل وجهت ضرباتٍ موجعةً لحزب الله، ومنها تصفية أمينه العام حسن نصر الله وقياداتٍ أخرى من الصف الأول، لكنها لم تتمكن من القضاء على قدرات الحزب العسكرية، أو تعيد سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم حتى الآن.

صحيفةُ يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، نقلت عن مصدرٍ مطلعٍ على مفاوضات وقف إطلاق النار، أن الاتفاق مع لبنان سيمكّن إسرائيل من فصل جبهتَي غزة ولبنان، مما سيترك حركة حماس وحيدة، مشيراً إلى أن بلاده كانت ستواجه على الأرجح قرارًا من مجلس الأمن الدولي بوقف الحرب في لبنان، مما جعل الاتفاق ضرورةً مُلحة، على حد تعبيره.

وعلى الرغم من أن العديد من المصادر ترى أن التوصل لاتفاقٍ، ضرورةٌ ملحةٌ لإسرائيل، لإراحة قوات الاحتياط المُستنزَفة في لبنان وغزة، إلا أن الاتفاقَ يواجه معارضةً شديدةً في الداخل الإسرائيلي، حيث جاء التحذير من إبرامِ الاتفاق على لسان إيتمار بن غفير، وزيرِ الأمن القومي في حكومة بنيامين نتنياهو، والذي وصف الأمر بالخطأً الكبير.

الاتفاق المحتمل قد يُعدُّ، بحسب مراقبين، أخطرَ على وجود حزب الله في لبنان من استمرار الحرب، على اعتبار أن الشروطَ الإسرائيلية إذا طُبّقَت كاملةً، فهي هزيمةٌ واضحةٌ للحزب، لأن تل أبيب عازمةٌ على تطبيق الاتفاق من جانب الأمم المتحدة.

وهذا ما أكد عليه وزيرُ الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، لمنسقة الأمم المتحدة الخاصة في لبنان، جينين بلاسخارت، بأن إسرائيل ستدمر أيَّ منزلٍ يُعادُ بناؤه ويُستخدَم قاعدةً لحزب الله، وسيتم ضربُ أي تجمُّعٍ لعناصر الحزب.

حركة حماس التي تبدو لاحولَ لها ولا قوة، أعلنت أنها ستدعم وقفَ إطلاق النار، رغم تعهدات حزب الله السابقة بإنهاء القتال في لبنان، فقط، إذا توقّفت الحرب في غزة، فيما يرى مراقبون أن موافقةَ حماس لا تمثل إلا رسالةَ تذكيرٍ للعالم، بأن الحرب في قِطاع غزة مستمرة.