اتساع رقعة الاحتجاجات ضد الحكومة

في تطوّرٍ لافت يدلُّ على مدى اتّساعِ رقعةِ الاحتجاجات والتظاهراتِ ووصولِها إلى حدٍّ لم يعُد من الممكن التعتيمُ عليها أو غضُّ الطرف، الأمرُ الذي جعل الرئيس الإيراني يخرجُ عن صمتِهِ حيثُ دعا الرئيسُ حسن روحاني إلى الهدوء قائلاً إن الإيرانيين لهم حقُّ الاحتجاجِ وانتقادِ السلطات.

الاحتجاجاتُ والتظاهرات في طولِ البلاد وعرضِها تتصاعدُ وتزدادُ انتشارًا وفي أحدثِ التطورات قُتلَ متظاهرٌ إيرانيّ في مدينةِ تويسركان غربي البلاد، الإثنين، إثرَ إطلاقِ رصاصٍ مباشر من قِبل عناصرَ من الحرس الثوري، وذلك مع استمرار التظاهراتِ لليوم الرابعِ على التوالي.

وأظهرت مشاهدُ مصورة على وسائلِ التواصل الاجتماعي محتجّين في مدينةِ شيراز وهم يمزّقون صورة لقاسم سليماني قائد فيلق القدس وهو أحدُ أفرع الحرس الثوري الإيراني ويتولّى العملياتِ خارجَ البلاد في العراق وسوريا وغيرهما.

كما أدى هجومُ عناصرِ النظام في مدينةِ خرّم دره على المتظاهرين إلى مواجهاتٍ وألقت مكافحةُ الشغب الغازَ المسيل للدموع على المواطنين، فيما اعتدت قواتُ الأمنِ على المتظاهرين بالضربِ المُبرِح بالهراوات في مدينة بهشهر

تصاعُدِ الاحتجاجاتِ هذه قابلَها تصاعدٌ في موجةِ الاعتقالات من قِبل أجهزةِ الأمن الإيرانية، حيث أعلنت السلطاتُ الإيرانية عن اعتقال أكثرَ من ثلاثمئةٍ وسبعينَ شخصاً خلالَ الأيامِ الأربعة الماضية، في حين يقولُ ناشطون إن عددَ المعتقلين يفوقُ بأضعافٍ ما أعلنَهُ النظامُ رسمياً.

وكشف مساعدُ رئيسِ إدارةِ الأمن في محافظة طهران، أصغر ناصر بخت،إن الشرطةَ اعتقلت حوالي 200 شخصٍ في شارعَي انقلاب وولي عصر بالعاصمة طهران خلالَ ساعاتِ الليل التي احشتد فيهما عددٌ كبيرٌ من المحتجين.

وأظهرت مشاهدُ مصوّرة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أعداداً من العوائل متجمّعة أمامَ سجنِ إيفين في طهران، وهم يطالبون بكشفِ مصيرِ أبنائِهم الذين اعتقلوا في الأيام الأخيرة.

إيران التي انطلقت أحداثها منذُ أربعةِ أيام فقط يبدو أن موجة الاحتجاجات فيها بلغت مبلغاً عظيمًا خصوصاً مع انتشار هذه الاحتجاجات على طولِ البلاد وعرضِها وتفاقم الأوضاع إلى الحدِّ الذي أدى إلى سقوطِ ضحايا في صفوف المتظاهرين الأمرُ الذي يُنذر بأن الأوضاعَ ربما تشهدُ المزيدَ من التصعيد الذي قد يُخرِجُها عن السيطرة

قد يعجبك ايضا