إيران وسوريا.. زيارات متبادلة قد توسع حرب إسرائيل في الشرق الأوسط(خاص)
تطورات جديدة يبدو أن الشرق الأوسط على موعد معها في الفترة القادمة، في ظل مستجدات ميدانية على ساحتي لبنان وقطاع غزة، حيث تشن إسرائيل أحد أكبر وأعنف حروبها في المنطقة، ضد حركة حماس وحزب الله اللبناني، ومؤشرات تتضح يوماً بعد آخر بشأن إمكانية توسع الحرب لتصل سوريا وربما العراق، ما يعني انجرار إيران، مؤسسة ما يعرف بـ”محور المقاومة”، والولايات المتحدة ودول غربية، الداعم الرئيس لتل أبيب.
تطورات جديدة ومؤشرات كانت آخرها زياراتٌ متبادلة بين الحليفين إيران وسوريا، الداعمين الأساسيين لحزب الله والفصائل الفلسطينية، وتمثلت بزيارتين متتاليتين، الأولى لعلي لاريجاني، كبير مستشاري المرشد الإيراني علي خامنئي، والثانية لوزير الدفاع عزيز نصير زاده، إلى دمشق، حيث التقيا بالرئيس السوري وكبار المسؤولين، لتتبع زيارتهما بأيام زيارة وزير الخارجية السوري بسام صباغ إلى طهران، التي استمرت عدة أيام، بحث فيها عدة ملفات مع كبار المسؤولين الإيرانيين.
الأبرز في تلك الزيارات المتبادلة، كان ما نقلته وسائل إعلام إيرانية عن علي لاريجاني، الذي تحدث عن إيصاله رسالة من خامنئي إلى الأسد ورئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، وقال فيما بعد أنها لاقت موافقة الطرفين، ما يرجح بحسب مراقبين أن المنطقة أمام تصعيد، قد تكون سوريا، الساحة الرئيسة فيه، خاصة بعد توصل إسرائيل وحزب الله لاتفاق تهدئة.
وخلال تصريحات صحفية لوكالة تسنيم، أشار لاريجاني إلى أنّ الوضع في الشرق الأوسط سيتغير بعد رسالة خامنئي إلى سوريا ولبنان، وقال إن حزب الله “لم يستخدم أسلحته المهمة، وإذا فعل ذلك فإن المعادلة ستتغير إلى حد كبير”، لافتاً إلى أنّ الرسالة الأخيرة للأسد وبري ستترك تأثيراً، وأن طهران تأمل في رؤية ذلك، ليأتي الرد من تل أبيب، بتحذيرات وجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال فيها، “على الأسد أن يفهم أنه يلعب بالنار”.
تصريحات يرى فيها مراقبون رغبة إيرانية في إيصال رسالة، مفادها أن العلاقات بين طهران ودمشق بأفضل حالاتها، بعد تقارير عن خلافات بسبب موقف الأسد إزاء الحرب، سيما فيما يخص نقل الأسلحة إلى حزب الله، ما يعني تصعيداً محتملاً قد توسع إسرائيل بموجبه حربها، لتطال سوريا، والانتقال من القصف الجوي إلى توغلات برية في الجنوب.
إشارات كبير مستشاري المرشد الإيراني قد تكون لها أيضاً انعكاسات على الأزمة في سوريا، حيث يتوقع العرب، بما فيها السعودية ومصر والإمارات وغيرها، ابتعاداً جزئياً للأسد عن حليفته إيران، وهو أمر يبدو أنه بعيد، وفقاً للمؤشرات، سيما مع تأكيد لاريجاني موافقة الرئيس السوري على ما وصله من خامنئي، وبالتالي إمكانية حدوث صدع في العلاقات العربية الهشة أساساً مع دمشق، بعد تحسنها العام الماضي.