إيران وإسرائيل… ردود حذرة ونذر حرب مباشرة
لم يكنِ الردُّ الإسرائيلي على إيران مميتاً أو مفاجِئاً كما توعّد المسؤولون الإسرائيليون، بل كان متواضعاً محدوداً لا يختلف كثيراً عن الردود الإيرانية، فقد اكتفت إسرائيل بضربِ بعض منظومات الدفاع الجوي الإيرانية ومواقعِ تصنيع الصواريخ والطائرات المسيّرة.
وفي إطار الردِّ والردِّ المضاد تتوالى تصريحات المسؤولين الإيرانيين بأنّ الردَّ على الهجوم الإسرائيلي الأخير بات حتمياً، فيما يقول مراقبون إنّ طهران تسعى إلى تجنُّب المواجهة المباشرة مفيدةً من شبكة تحالفاتها الإقليمية لمواجهة طموحات إسرائيل، وإظهارِ قدرتها على الصمود، لكن دون الدخول في صراعٍ طويلِ الأمد قد يؤدّي إلى استنزاف مواردها تلاحقاً.
كما ذهب محلّلون إلى أنّ الهجمات الحالية بين إسرائيل وإيران تعتبر مُدارةً بحذرٍ ومدروسةً بشكلٍ يُجنُّب الطرفين حرباً مباشرة، مشيرين في الوقت نفسه إلى أنّ الهجوم الانتقامي الذي شنّته إسرائيل على إيران يمثّل بدايةَ مرحلةٍ جديدة تُنذر بحربٍ أوسعَ في المِنطقة.
وفي السياق، أشارت تقاريرُ صحفية إلى أنّ هناك تقليلاً من حجم الضربة الإسرائيلية الأخيرة، بعد تصريحات مسؤولي طهران بأنّ الهجوم الإسرائيلي لم يكن مؤثّراً، ما يُبيّن أنّ إيران لا تريد التصعيد كما إسرائيل التي نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مصدر مطّلع على خطّطها، من أنّ الأخيرة خطّطت لضربتها بهدف الحفاظ على التأثير عند مستوىً يسمح لإيران بإنكار الأضرار الجسيمة واحتواء الموقف.
ويُشار إلى أنّ الإدارة الأمريكية قد لعبت دوراً كبيراً لاحتواء الأزمة بين إسرائيلَ وإيران، من خلال الضغط على تل أبيب لتقليص نطاق هجومها، وتجنّب ضرب مواقعِ نوويّة ومرافقِ نفطية إيرانية، فيما تتوالى التحذيرات الأمريكية من أنّ واشنطن ستجد صعوبةً في كبح جِماح إسرائيل إذا هاجمتها إيران بشكلٍ مباشرٍ هذه المرّة.