إيران ترفع مقدساتها من أجل فوز “منتخب النظام”
بدا المشهد على أرض ملعب “آزادي” وسط طهران يوم أمس، أشبه بكثير إلى قصيدة “بزرجمهر” للشاعر مطران خليل مطران التي يقول فيها “ما كانت الحسناء ترفع سترها لو أن في هذي الجموع رجالا”، حيث خلعت السنوات ستراتهن ودخلن أرض هذا الملعب لأول مرة في تاريخ “نظام الخميني” بينما تخلى “النظام” عن “محرماته” مقابل “تسترهن” برفع أعلام النظام السوري وصور بشار الأسد.
رفعت محرمات “ثورة الخميني” من على أرض ملعب “آزادي” وسيطرت السياسة على المباراة التي جمعت بين المنتخب الإيراني ونظيره “العربي السوري”، والتي انتهت بالتعادل “المرسوم” بين المنتخبين، وذلك في الجولة الأخيرة للتصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم، تعادلٌ ساعد في تأهيل المنتخب السوري للملحق المؤهل للمونديال بعد تعادل كوريا الجنوبية وأوزبكستان بدون أهداف.
ولهذه المباراة وقع مختلف على الشارع السوري، حيث تحولت إلى أداة لكسب الرأي العام من قبل النظام السوري، بينما رفض “معارضو” النظام تسمية المنتخب بالسوري، ماضين في تسميته بـ “منتخب بيت الأسد”، في حين أدى الإصرار المقصود لمعلق المباراة في تسمية المنتخب بـ “العربي السوري” إلى امتعاض في الشارع السوري واعتبره البعض “إلغاءً للمكونات وللهوية السورية”.
أما عن أداء المباراة، فكانت البداية قوية من طرف “المنتخب السوري” ونجح بافتتاح التسجيل عن طريق لاعبه تامر حاج محمد بعد متابعة كرة عمر السومة القوية التي ارتدت من الحارس لتسكن الشباك (د13)، وقبل نهاية الشوط الأول سجل منتخب إيران هدف التعادل عن طريق لاعبه سردار ازمون (د43).
وفي الشوط الثاني سيطر منتخب إيران على المباراة وأهدر أكثر من فرصة محققة للتسجيل مع بعض المحاولات الخجولة للمنتخب السوري، ليثمر ضغط المنتخب الإيراني عن هدف ثاني أحرز نفس اللاعب سردار ازمون (د64)، لتستمر بعدها سيطرة المنتخب الإيراني وقام مدرب المنتخب السوري بإخراج فراس الخطيب وإدخال حميد ميدو لتقوية خط الوسط، ومن بعدها زج باللاعب مارديك مارديكيان كمهاجم ثالث مع عمر السومة وعمر خريبين وفي الدقيقة الأخيرة من المباراة أحرز المنتخب السوري هدف التعادل عن طريق اللاعب عمر السومة (د90).
وأول ردود الأفعال على نتيجة المباراة، جاءت من عضو لجنة الأمن والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، حسمت الله فلاحت بيشة، حيث طلب من وزير الرياضة أن يقدم توضيحاً حول نتيجة مباراة منتخب بلاده وضيفه السوري، ضمن تصفيات مونديال 2018، وقال سمت الله فلاحت بيشة “على وزير الرياضة أن يقدم توضيحاً عن إمكانية تواطؤ المنتخب الإيراني مع المنتخب السوري”.