إنزال جوي لقوات النظام في البادية السورية
في ظل التطورات المستمرة على الساحة السورية، قصفت قوات النظام بشكلٍ مكثف بعد منتصف ليل الأحد مناطق في محيط جب الجراح، بريف حمص الشرقي، بينما تتواصل الاشتباكات في بادية السخنة الشمالية، والشرقية، وفي الحدود الإدارية بين ريف حمص الشرقي وريف دير الزور الجنوبي، بين قوات النظام والميليشيات الموالية لها من جانب، وتنظيم داعش من جانب آخر، ترافق معها قصف جوي وصاروخي استهدف محاور عديدة، بالإضافة لسماع دوي انفجارات قوية ناجمة عن تفجير عربة مفخخة من قبل عناصر داعش في محور حميمة ببادية السخنة، ما أسفر عن مزيد من القتلى والجرحى بين طرفي القتال، كما نفذت الطائرات الحربية عدة غارات على مناطق في أحياء مدينة دير الزور والخاضعة لسيطرة داعش، وتمكنت قوات النظام من السيطرة على منطقة وادي دويخلة, الواقع بريف دير الزور.
من جهتها نفذت قوات النظام أول عملية إنزال جوي خلف خطوط تنظيم داعش في البادية السورية، منذ بدء الأزمة السورية، في منطقة الكوم الواقعة في مثلث الحدود الإدارية بين الرقة وحمص ودير الزور، والذي استطاعت من خلاله السيطرة على قرى صغيرة والتوغل داخل حدود محافظة حمص من الناحية الشمالية الشرقية، وقتل ما لا يقل عن 25 من عناصر تنظيم داعش, وإصابة آخرين بجراح.
وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن “إن 4 طائرات مروحية أنزلت عشرات المقاتلين التابعين للنظام في المنطقة، بدعم وغطاء جوي روسي، في إطار عملية مستمرة في البادية تمهيداً لهجوم واسع على محافظة دير الزور المجاورة لطرد المتطرفين منها”، و “إن النظام بات يسيطر على سائر القرى الواقعة في ريف الرقة الجنوبي، حتى شمال بلدة الكوم بريف السخنة في البادية”، كما أفاد المرصد السوري بمقتل ستة عناصر من قوات النظام والميليشيات الموالية له.
الإنزال الجوي أسهم في تضييق الخناق على تنظيم داعش في ريف حمص الشمالي الشرقي، ومكنَّ النظام من تقليص المسافة المتبقية بين قواته المتقدمة من محور الحدود الإدارية مع الرقة, ودير الزور وتلك المتواجدة في شمال مدينة السخنة، في ريف حمص الشمالي الشرقي، ومحاولة منه في استعادة محافظة دير الزور من المتطرفين عبر دخوله من جنوب محافظة الرقة، والبادية جنوبا من محور مدينة السخنة، فضلاً عن المنطقة الحدودية من الجهة الجنوبية الغربية.
وكانت قوات النظام، وبدعم روسي منذ أيار الماضي تخوض حملة عسكرية واسعة للسيطرة على منطقة البادية، التي تمتد على مساحة 90 ألف كلم مربع، وتربط وسط البلاد بالحدود العراقية والأردنية، بالإضافة لخوضه عملية عسكرية ضد التنظيم المتطرف في ريف الرقة الجنوبي معقله الأبرز في سوريا.