إنتاج الذهب الأبيض في سوريا يتراجع بنسبة 96 بالمئة

أربعة آلاف طن من القطن فقط هي كمية إنتاج “الذهب الأبيض” للموسم الحالي في سوريا، لينضم المحصول الاستراتيجي إلى قائمة المحاصيل التي سجّلت تراجعاً مخيفاً خلال السنوات السبعة من الأزمة، وانهيار منظومة الاكتفاء الذاتي في حال لم تتخذ حلولاً عاجلة للعودة بعجلة الإنتاج للانطلاق مجدداً.

سنوات الحرب كانت كفيلة بالقضاء على القطن، الذي كان يُعتبر من أجود أنواع الأقطان في العالم، إضافةً إلى احتلاله مراتب متقدمة على مستوى الدول الأوروبية والعربية، إذ كانت سوريا تحتل المرتبة الثانية عالمياً في إنتاجه من حيث المساحة، والثالثة آسيوياً في إنتاج القطن العضوي (المزروع بطريقة لا تستخدم فيها الأسمدة والمبيدات الحشرية الكيميائية)، بكمية إنتاج بلغت مليون طن سنوياً.

عام 2000وتراجع الإنتاج:

تعتبر مدينة الحسكة شمال شرق سوريا خزان القطن السوري إلى جانب بعض المناطق الأخرى، وتتركز زراعة القطن في مناطق رأس العين ودرباسية وعامودا، نتيجة توفر المياه فيها بكثرة، فلا قطن دون ماء.

صحيفة “الثورة” التابعة للنظام السوري قالت في تقريرٍ لها، في 23 تموز الجاري، إن المساحة المزروعة بالقطن في الحسكة خلال الموسم الحالي تراجعت بشكلٍ كبير، بعد أن بلغت 100 ألف هكتار في بدايات الألفية الثالثة، بكمية إنتاج وصلت إلى مليون طن في بعض المواسم.

لكن المساحة المزروعة تراجعت إلى 62 ألف هكتار في 2004، في حين لم تبلغ المساحة 55 ألفاً في 2008 بكمية إنتاج 240 ألف طن.

الذهب الأبيض والأزمة السورية:

بعد اندلاع الأزمة السورية وصلت المساحة المزروعة، في 2013، إلى 19 ألف هكتار بكمية إنتاج مسوّق بلغ 32 ألف طن، لتنخفض إلى 1740 هكتاراً الموسم الحالي بحسب معاون مدير الزراعة في الحسكة، بكمية إنتاجٍ قدّرت بـ 4100 طن فقط.

ويعني ذلك أن الإنتاج تراجع بنسبة قدرها 96%، ودق ناقوس الخطر من انقراض هذه الزراعة الحيوية. الذي قد يحوّل سورية من مصدرة للقطن إلى مستورد حقيقي.

إرتفاع الأسعار وهجرة اليد العاملة:

أسباب كثيرة وراء انقراض المحصول الاستراتيجي، وأبرزها الدمار الذي أُلحق بشبكات الري وعدم توفر الطاقة الكهربائية التي كانت تعمل عليها الآبار، إضافة إلى عدم توفر مادة المازوت للمولدات الكهربائية، وغلاء أسعار قطع تبديل غيار المحركات.

فضلاً عن عدم توفر الأسمدة وغلاء أسعارها، وعدم توفر اليد العاملة بسبب الهجرة وارتفاع سعرها، إضافة إلى أن الأسعار الحالية التي طرحتها حكومة النظام السوري لا تناسب التكاليف.

وكانت اللجنة الاقتصادية للنظام السوري قد حددت في نيسان الماضي سعر شراء القطن من الفلاحين بـ 300 ليرة للكيلو، وهو رقم منخفض جداً مقارنة مع تكاليف الإنتاج والشحن.

 

اسماعيل خضر

قد يعجبك ايضا