إسقاط مروحية روسية في ريف حماة الشمالي
يبدو أن الجبهة الممتدة من شمال حماة وباتجاه شرقها ذات أهمية استراتيجية كبيرة، وقد تغير كثيراً من قواعد اللعبة والخريطة التي يجري على وضعها، والتي من المرجح أن تكون نهائية فيما يخص ما يراد أن يكون عليه الوضع النهائي في سوريا وفقا لرؤية ومصالح الدول الكبرى والإقليمية الفاعلة في الميدان السوري، فما أن هدأت هذه الجبهة لبضعة أيام حتى عادت واشتعلت من جديد.
وفي أبرز التطورات أعلن “جيش العزة” في بيان له عن تمكنه من إسقاط مروحية روسية في منطقة “الزوار” جنوب مدينة “اللطامنة” بريف حماة الشمالي.
وقال “فجر الاسماعيل” العضو المكتب الإعلامي في (جيش العزة) إن “عناصرهم استهدفوا المروحية عندما كانت تحلق على علوّ منخفض جداً، حيث تم استهدافها بصاروخ “تاو”، وأكد إصابتها بشكل مباشر، وبائت جميع محاولات الطيار بالوصول بمروحيته باتجاه مطار حماة بالفشل، حيث سقطت جنوب قرية “خطاب”.
وفيما يتعلق بالقصف الجوي العنيف والمستمر، نفذت طائرات روسية وأخرى تابعة للنظام غارات استهدفت مناطق في بلدة “اللطامنة”، وأماكن أخرى في قرية “لطمين” الواقعة في الريف الشمالي لحماة، مما تسبب بأضرار مادية جسيمة، ويأتي ذلك تزامناً مع غارات استهدفت قرية “الرهجان” الواقعة في ريف حماة الشمالي الشرقي، وتعد هذه الغارة الثانية من نوعها خلال 24 ساعة على ذات المنطقة، بعد القصف الذي نفذته مروحيات النظام والذي خلّف 4 ضحايا مدنيين هم سيدة و3 أطفال إضافة لإصابة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
وتعد منطقة “الرهجان” من إحدى المناطق التي يلجأ إليها الفارين من مناطق سيطرة تنظيم “داعش” بريف سلمية الشمالي الشرقي وريف حماة الشرقي، بعد عبورهم لمنطقة الألغام التي زرعتها قوات النظام والتي تفصل بين مناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام” ومناطق سيطرة تنظيم “داعش” في ريف حماة الشمالي الشرقي.
وارتكبت قوات النظام مجزرة بحق عشرات المدنيين، أثناء محاولتهم الوصول إلى مناطق آمنة في الشمال السوري، حيث استهدفت حواجز قوات النظام المنتشرة على طريق أثريا- خناصر، بقذائف المدفعية، المدنيين الذين حاولوا الفرار من منطقة وادي العذيب في ريف حماة الشرقي والخاضعة لسيطرة تنظيم “داعش”، وصولًا إلى مناطق أكثر أمناً في الشمال السوري، بعد التصعيد الأخير للطيران الروسي وطيران النظام في المنطقة.
ونقلًا عن مصادر طبية، فإن عدد الضحايا وصل إلى ما يزيد عن 100 قتيل والحصيلة مرشحة للازدياد نتيجة الأعداد الكبيرة للجرحى والتي في مجملها من الحالات الحرجة والخطيرة.
ومن جهته طالب “مجلس محافظة حماة الحرة”، الأمم المتحدة بضرورة التدخل لوقف الحملة العسكرية للنظام وروسيا على المناطق الخارجة عن سيطرتهما بريف حماة.
وفي بيانٍ له قال (المجلس): أن “الغارات الجوية والقصف المدفعي خلَّف 52 قتيلًا وأكثر من 112 جريحًا وأدى ذلك إلى موجات نزوح كبيرة من المناطق المستهدفة، وأن الاستهداف تركز على المدارس والمشافي ومراكز الدفاع المدني، حيث لا وجود لـ (هيئة تحرير الشام) بالمناطق المستهدفة”.
ميدانياً، أعلنت “هيئة تحرير الشام”، عن قتلها أكثر من 10 عناصر من قوات النظام وإصابة آخرين إثر صدها لهجوم شنته هذه القوات في محاولة منها للتقدم باتجاه مناطق الـ”هيئة” بريف حماة الشمالي.
وفي تصريح للقائد العسكري في الـ”هيئة” جهاد الحموي، وبحسب وكالة “إباء” التي أوردت الخبر: إن ” (قوات النخبة) صدت محاولة لتقدم قوات النظام على كل من نقاط تل زعتر ومدجنة النداف وبيوت المختار شمالي قرية معان بريف حماة الشمالي، حيث دارت اشتباكات عنيفة دامت لعدة ساعات تكبدت فيها قوات النظام أكثر من 10 قتلى والعديد من الجرحى، إضافةً لاستيلاء عناصر الـ”هيئة” على عدد من الأسلحة والذخائر”.