إرهابيون في “مؤتمر انتصار الثورة”.. مستقبل غامض ينتظر سوريا

وسط حضور عسكري طاغ في قصر الشعب في سوريا، أعلن عن تسمية أحمد الشرع رئيساً للبلاد، في مرحلتها الانتقالية التي مُددت ثلاثة أشهر تبدأ في الأول من آذار/ مارس المقبل، دون الاستناد إلى أي مرجعية قانونية أو دستورية لشرعنة هذا القرار.

وفي ظل غياب أي عنصر نسائي عما سمته الفصائل المسلحة بـ “مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية” اتخذت جملة قرارات أخرى ومنها حل الجيش والأجهزة الأمنية المرتبطة بالنظام السابق، إلى جانب حل مجلس الشعب وتعطيل العمل بدستور عام ألفين واثني عشر.

وقررت الفصائل حل حزب البعث وحل ما يعرف بأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية وكافة التنظيمات المرتبطة بها ومصادرة أملاكها.

كما كُلِّف الشرع من قبل الفصائل المسلحة بتشكيل مجلس تشريعي مؤقت لإدارة المرحلة الانتقالية.

تكليف الشرع برئاسة البلاد بهذه الطريقة أثارت حفيظة الكثير من السوريين، إذ جاء القرار دون مشاورة الأحزاب والكتل السياسية السورية المعارضة لنظام الأسد، كما أن إناطة اتخاذ هكذا قرارات بفصائل مسلحة في هذا الوقت دفع البعض بتشبيه ذلك بانقلاب عسكري وفرض القرارات بالقوة.

المؤتمر بحد ذاته أثار الكثير من التساؤلات، لا سيما مشاركة شخصيات على قائمة العقوبات الأمريكية، على خلفية ارتكابها ما يرجح أنه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية على مدار سنوات في المناطق المحتلة من قبل تركيا.

حضور محمد الجاسم الملقب بأبو عمشة وكذلك أحمد إحسان فياض الهايس الملقب بأبو حاتم شقرا وسط البزات العسكرية الحاضرة للمؤتمر، أعاد إلى الأذهان انتهاكاتهما وفصيليهما الإرهابيين بحق الشعب السوري بشكل عام والكرد بشكل خاص.

فالجاسم الذي يتزعم فصيل سليمان شاه الإرهابي، تعرفه قرى وبلدات مدينة عفرين المحتلة، فعمليات الاختطاف حاضرة منذ عام ألفين وثمانية عشر وإلى الحين، بالإضافة إلى نهب الممتلكات، وعمليات التهجير القسري، وكل ذلك بمباركة تركية وصمت دولي، إلى جانب إرسال عناصر فصيله كمرتزقة في ليبيا لخدمة الأجندة التركية هناك، ودخل القائمة الأمريكية للعقوبات منذ آب أغسطس عام ألفين وثلاثة وعشرين.

أما أبو شقرا فهو متزعم فصيل أحرار الشرقية الإرهابي، وهو متهم بقتل السياسية الكردية هفرين خلف عام ألفين وتسعة عشر، ومنذ تموز يوليو، ألفين وواحد وعشرين، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على فصيله، متهمة إياه بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين وخاصة السوريين الكرد، تشمل القتل والاختطاف والتعذيب، بالإضافة إلى تجنيد الفصيل عناصر من تنظيم داعش الإرهابي في صفوفه.

حضور هكذا شخصيات للمؤتمر، وتقلدهم مناصب قيادية في سوريا الجديدة، لا يبشر بالخير، وفق مراقبين، فالبلاد عندما تخرج من نفق مظلم يأمل أهلها بملاحظة شعاع النور المنشود، لا أن يدخلوا نفقاً أشد ظلمة مما كانوا فيه.