إدلب… يبدو أنها بانتظار الأسوأ؟

بعد نشر تعزيزات عسكرية ومدرّعات على الحدود مع سوريا في محافظتي هاتاي وكيلس التركيتان، قالت وكالة “الأناضول” التركية للإنباء، إن “رتلاً عسكرياً يقل قوات من الوحدات الخاصة بكامل معداته العسكرية وصل إلى منطقة الريحانية في محافظة هاتاي على متن حافلات، ذلك بعد وصول قافلة عسكرية كبيرة تضم دبابات وعربات مدرعة لنقل الجنود إلى المنطقة نفسها، ووزعت على الحدود”.

وبالتزامن مع هذا ذكرت صحيفة “يني شفق” المقربة من الحكومة التركية أن الأخيرة طلبت من فصائل “الجيش الحر” الموالية لها بدء التحضيرات اللازمة استعداداً لعملية إدلب المرتقبة، والتي من المحتمل أن يزج فيها بحدود الـ “5 آلاف” عنصر منهم في مرحلتها الأولى، وصدر عن العديد من قادة هذه الفصائل تصريحات تؤكد اشتراكهم في مثل هذه العملية إن حصلت.

وأكّدت الصحيفة أن العملية تستهدف السيطرة على منطقتين بارزتين ضمن المناطق الممتدة من الحدود التركية وصولاً إلى جبال التركمان في محافظة اللاذقية، وتضمنت هذه الاستعدادات طرح مسألة تنظيم ما يعرف بفصائل “الجيش الحر” للمشاركة ضمن جسم واحد، ويبدو أن عملية نقل القوات والمدرّعات للحدود القريبة من محافظة إدلب تحضيراً للعملية العسكرية ضد “هيئة تحرير الشام” قد انتهت بالفعل وبانتظار لحظة الصفر لبدئها.

إلى ذلك تشهد حدود السورية التركية من جهة إدلب حركة نزوح غير مسبوقة من قبل المواطنين باتجاه الأراضي التركية تحسباً لانطلاق الحملة العسكرية التركية على إدلب، وجراء قصف الطيران الروسي وطيران النظام المركّز الذي تشهده المحافظة منذ أكثر من 3 أيام.

وعلى تداعيات ما يحصل في إدلب على الصعيد السياسي قال منسق الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب: “نحن ندعم أي عملية عسكرية لتركيا والجيش الحر ضد القاعدة في إدلب”.

كما تحدثت تقارير إعلامية عن وجود توافق “روسي تركي إيراني” على تقاسم النفوذ في إدلب وقبول النظام بتواجد تركي، إضافة إلى الوجود الإيراني، كما يهدف الاتفاق إلى احتواء “هيئة تحرير الشام” وتفكيكها تمهيداً للقضاء عليها.

وفي مسلسل الاغتيالات الذي يطال قياديي “هيئة تحرير الشام”، اُغتيل الشرعيان “أبو سلمان المغربي”، و”أبو يحيى التونسي”، على أيدي مجهولين في شارع الكورنيش بمدينة إدلب، ليبلغ عدد القياديين الأجانب الذين قتلوا في “الهيئة” خلال أسبوع واحد إلى أربعة قياديين، وقتل مسؤول العقارات في “الهيئة”، أبو ياسر الشامي، في مدينة حارم شمال إدلب، برصاص مجهولين.

وتتعرض محافظة إدلب إلى موجة قصف جوي عنيفة من قبل طيران روسيا والنظام تركّز بشكل أساسي على المشافي والنقاط الطبية في جميع انحاء المحافظة، في محاولة منها لإجبار كل من “الهيئة” و”التركستاني” للتراجع عن المعركة التي أطلقوها في محافظة حماة.

وقال وزير الصحة في (الحكومة السورية المؤقتة) “محمد فراس الجندي” إن قصف طائرات النظام على ريف إدلب، والذي طال بمعظمه المشافي، مشابه لسيناريو حلب، معتبراً أن ذلك تطبيق لمخرجات مؤتمر “أستانة 6”.

ويبدو أن مرحلة جديدة من القلاقل تسود أجواء إدلب تتضح ملامحها الأساسية بموجة الاغتيالات التي عصفت بقيادات “التنظيم” في الآونة الأخيرة، وحالة التوتر الذي تعيشه “تحرير الشام” داخلها على خلفية المعلومات التي كشف عنها، والتي تضمنها أحد التسجيلات الصوتية لمكالمة درات بين أمير قاطع إدلب في الهيئة “أبو حمزة بنش” والقائد العسكري للهيئة “أبو محمد الجولاني” بطلب الإذن لاعتقال “عبد الله المحيسني” في حال حاول زيارة مقراته والجلوس مع عناصره، الأمر الذي أدى إلى استقالة الشرعيين السعوديين “عبد الله المحيسني” و”مصلح العلياني”، بالإضافة انشقاق تشكيل “جيش الأحرار” وهو من أكبر الفصائل في “الهيئة”.

قد يعجبك ايضا