إثيوبيا.. تحذيرات من عودة المجاعة التي أودت بحياة مليون شخص قبل 4 عقود
لم تكد تنطفئ نيرانُ البنادق في إقليم تيغراي الإثيوبي، الذي شهد حربًا طاحنةً مع القوات الحكومية، بدأت أواخرَ عام 2020 واستمرَّت عامين، حتى عاد شبح الموت إلى الإقليم ليهدد حياة الآلاف، ولكنه عادَ برداءِ المجاعة هذه المرة.
مسؤولون في إقليم تيغراي الإثيوبي حذّروا من تجدُّد الكارثة التي أودت بحياة نحو مليون شخصٍ في إثيوبيا منذ نحو أربعة عقودٍ بسبب المجاعة، مشيرين إلى أن هذا السيناريو مرشحٌ للعودة بقوةٍ في الإقليم الذي يقع شمالي البلاد.
لجنةٌ من خبراء الأمم المتحدة اتهمت الحكومة الإثيوبية بـ”استخدام الجوع كسلاحٍ” ضد إقليم تيغراي، وهو ادعاءٌ نفته أديس أبابا، في حين وصف الاتحاد الأوروبي القيودَ المفروضة على المنطقة بأنها “حصار”، حيث تعرض الإقليم لواحدةٍ من أشد حالات الانقطاع عن العالم، حيث لم تتمكن شاحناتُ المساعدات من الدخول إليه.
من جهته شدد وزير شؤون إفريقيا في المملكة المتحدة، أندرو ميتشل، على ضرورة اتخاذ إجراءاتٍ عاجلةٍ لتجنُّب مجاعةٍ أخرى في إثيوبيا، مشيرًا أن الملايين محاصرون في أماكن نزوحهم، وهم يعانون الجوع، لاسيما النساء والأطفال، الذين يعتبرون الفئةَ الأضعف في الحروب والنزاعات.
وفي آذار مارس الماضي، علّقت كلٌّ من الولايات المتحدة والأمم المتحدة تسليمَ المواد الغذائية إلى إقليم تيغراي، وذلك قبل أن تتوقف المساعدات الدولية بشكلٍ نهائيٍّ في يونيو الماضي، بعد أن اكتشف عمالُ الإغاثة أن مسؤولين كانوا يسرقون الإمدادات على نطاقٍ واسع، وفقاً لصحيفة “تايمز” البريطانية.
ويرى مراقبون أن ذلك التوقف بمثابة كارثةٍ بالنسبة لأكثرَ من 20 مليون نسمةٍ في جميع أنحاء إثيوبيا يعتمدون على المساعدات الغذائية، خاصةً خلال الأشهر العِجاف من موسم الزراعة حيث تكون المخزونات الغذائية للمزارعين منخفضةً.
ولا يزال تأثير الحرب ملموسًا بشدة في تيغراي، ففي العام الماضي لم يكن من الممكن زراعةُ أكثرَ من نصف الأراضي الزراعية في المنطقة، بسبب انعدام الأمن المستمر، حيث يحذر نظام الإنذار المبكر بالمجاعة المدعوم من الولايات المتحدة، من أن الجوع في جميع أنحاء البلاد سيزداد سوءًا من الآن وحتى مايو المقبل.