أوجلان وبارزاني وعبدي.. قيادة ثلاثية تُنعش القضية الكردية في سوريا (خاص)

في حدث تاريخي بالغ الأهمية، شهدت مدينة قامشلي شمال شرقي سوريا يوم السبت الماضي انعقاد مؤتمر وحدة الصف الكردي، الذي مثل بارقة أمل متجددة للقضية الكردية في المنطقة.

وجاء المؤتمر كنتيجة طبيعية لتضافر جهود ثلاث شخصيات كردية صنعت الفارق، وهم قائد حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، والقائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي.

نداء أوجلان المسجون في تركيا منذ أكثر من ربع قرن، شكل دافعا كبيرا لانعقاد هذا المؤتمر، إذ أطلق رسائل تدعو للوحدة، وتؤكد أن الطريق الوحيد لنيل الحقوق الكردية هو عبر الحوار، والتكاتف، والعمل المشترك بعيداً عن الانقسامات والصراعات الجانبية.

وفي موازاة ذلك، برزت جهود بارزاني، الذي لعب من جانبه دورًا محوريًا في تهيئة الأجواء وإزالة العراقيل أمام المؤتمر، إذ دعا إلى تجاوز الخلافات والعمل على مشروع كردي جامع، مؤكداً أن القضية الكردية لا تخص منطقة واحدة، بل هي قضية أمة بأكملها.

أما القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، فقد أثبت مرة أخرى أنه قائد ميداني ذو نظرة استراتيجية عميقة وذلك من خلال لقاءاته واجتماعاته ودعواته المتكررة إلى الوحدة، والتزامه الصادق بإنجاح المؤتمر، ليبرهن أن النضال العسكري والسياسي وجهان لعملة واحدة في خدمة حقوق الشعب الكردي.

نتائج المؤتمر انعكست فورًا على المشهد الكردي السوري، حيث تجددت روح الأمل وارتفعت الأصوات الداعية إلى تكوين جبهة كردية موحدة تُفاوض الحكومة الانتقالية في دمشق باسم جميع الكرد في سوريا. كما أرسى المؤتمر أسسًا جديدة للتنسيق السياسي والاجتماعي، مما يعزز من موقع الكرد في المعادلة السورية العامة ويعطيهم صوتًا أقوى في أي عملية سياسية قادمة.

مراقبون وصفوا المؤتمر بالمحطة الاستراتيجية المفصلية في تاريخ النضال الكردي في سوريا، وجاء بفضل التضحيات والجهود المشتركة لأوجلان وبارزاني وعبدي، الذين أثبتوا أن وحدة الصف الكردي ليست حُلماً بعيداً، بل واقع يُبنى بإرادةٍ صلبة وعزيمة لا تلين.

قد يعجبك ايضا