أمريكا والأهمية الاستراتيجية للحدود السورية العراقية

تأمين الحدود العراقية- السورية على امتدادها الشاسع وتضاريسها الصحراوية أصبح الشغل الشاغل للدولة العراقية لضمان عدم تسلل عناصر من إرهابيي تنظيم داعش من العراق إلى سوريا وبالعكس.

تأمين الحدود لايندرج فقط لكونه عملاً أمنياً صرفاً إنما هو صراع إقليمي دولي يحدد خارطة مستقبل العراق وسوريا وارتباطاتهما الإقليمية والدولية ومصالح هذه الدول لتقاسم النفوذ على خارطة الشرق الاوسط.

هذا ما أشارت له صحيفة العرب اللندنية التي قالت بأن الولايات المتحدة التي تقود التحالف الدولي أولت أهميةً بالغة للمنطقة الحدودية بين سوريا والعراق والتي ستكون -في حال السيطرة عليها من قبل الحشد الشعبي- نقطة تواصلٍ بري مباشر بين طهران ودمشق وصولاً إلى بيروت.

أما في حال سيطرة القوات الامنية العراقية عليها بشكل كامل فذلك سيجنب بغداد الحرج ازاءَ واشنطن ذات التأثير القوي على السياسة والحكومة العراقية التي لا تزالُ بحاجةٍ إلى هذا الدعم على أكثر من صعيد، وفي حال سيطرت القوات العراقية على الحدود فإن ذلك سوف يجنب بغداد الحرج مع حليفها الأمريكي.

العرب اللندنية أشارت إلى الاحداث التي رافقت مسار الحرب على تنظيم داعش الارهابي في العراق والتي اظهرت طموح إيران في المنطقة واستفادت من حالة الحرب لاستخدام بعض فصائل الحشد الشعبي في تحقيق هدف استراتيجي في غاية الأهمية والذي يتمثل في تأمين خط طهران- دمشق- بيروت عبر السيطرة على مناطق غرب العراق ومن ضمنها الحدود مع سوريا، لكن تحقيق ذلك الهدف تعثّر مع بروز موقف أمريكي حازم ومستعد للذهاب بعيدا في منع الحشد الشعبي من التمركز في تلك المناطق.
الصحيفة نقلت عن مصادر حكومية قالت ان بغداد تلقت ابلاغاً واضحاً من قيادة التحالف الدولي والذي ينص على انها ستمنع وجود ايِّ قوات تابعة للحشد الشعبي في مناطق التوتر الجديدة.
ووفق المصادر فان التحالف الدولي طلب إحاطته مسبقا بأي خطط تنوي بغداد تنفيذها في هذه المناطق، لمواجهة الجماعات الإرهابية التي نشطت خلال الآونة الأخيرة.

قد يعجبك ايضا