أطماع تركيا بمنطقة شمال وشرق سوريا تصطدم بمقاومة أبنائها(خاص)
في الوقت الذي يجري فيه الحديث عن عملية انتقال سياسية في سوريا، تُشن تركيا والفصائل الإرهابية التابعة لها هجمات دامية مكثفة على مناطق شمال وشرق سوريا.. هجمات لم تندد بها الإدارة السورية المؤقتة حتى بتصريح واحد، متجاهلة أن ما يجري هو عدوان تركي على جزء من الأراضي السورية.
وما إن تم الإعلان عن سقوط نظام بشار الأسد، حتى بدأت تركيا التي اعتادت على انتهاز الفرص، بتنفيذ مخططاتها التوسعية على الأرض السورية وخصوصاً في مناطق شمال وشرق سوريا، وذلك من خلال شن قصف جوي ومدفعي عنيف على العديد من المناطق من ضمنها كوباني وسد تشرين وجسر قرقوزاق ومنبج.
سد تشرين الاستراتيجي الذي يعتبر المصدر الرئيس للمياه وتوليد الكهرباء في الشمال السوري، كان من أهداف أنقرة التي تتجاهل جميع التحذيرات من احتمالية انهيار السد في حال استمر القصف العشوائي نتيجة الأضرار والتصدعات التي لحقت بجسمه ما ينذر بكارثة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
هجمات تركيا وفصائلها الإرهابية قوبلت بمقاومة منقطعة النظير من قبل قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة التي ألحقت خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد في صفوف الاحتلال وفصائله وحالت دون تحقيق أطماعهم.
آخر الملاحم التي سطرها مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية ما أعلنت عنه الأخيرة في بيان أكد مقتل ثلاثةٍ وستين عنصراً وإصابة سبعةٍ وثلاثين آخرين، من الفصائل الإرهابية، باشتباكاتٍ عنيفة بمنطقة سد تشرين وريف منبج، بالإضافة إلى تدمير عددٍ من الآليات العسكرية.
أبناء مناطق شمال وشرق سوريا وفي ظل ما تشهده مناطقهم من هجمات شرسة بادروا للالتفاف حول قوات سوريا الديمقراطية مؤكدين مساندتهم لها في التصدي لأي عدوان خارجي، لكن العدوان التركي لا يميز بين مدني أو عسكري حيث تم استهداف قوافل شعبية مدنية توجهت إلى سد تشرين للتنديد بهجمات تركيا وفصائلها، بالطيران المسير الأمر الذي أسفر عن فقدان خمسة مدنيين لحياتهم وإصابة خمسة عشر آخرين من بينهم الإعلامية آواز علي.
ورغم التطورات والتحولات الكبيرة على الساحة السورية والتي تمثلت بسقوط نظام الأسد في الثامن من شهر كانون الأول ديسمبر الماضي، فإن ما بقي ثابتاً هو الانتهاكات والاعتداءات التركية المستمرة بحق مناطق شمال وشرق سوريا والذي يُقابل حتى الآن بصمت غير مبرر سواء في الداخل السوري أو خارجه.