برزت مؤخراً حالة نقص بكافة الخدمات في محافظة درعا جنوب سوريا، نتيجة أزمة الوقود الحادة التي ترخي بظلالها مؤخراً على كامل مناطق سيطرة قوات الحكومة السورية، إذ تغرق المحافظة منذ شهر تقريباً بأزمة وقود خانقةً.
وبحسب ما أفاد مالك إحدى محطات الوقود في ريف درعا الغربي، في حديثة لـ«الشرق الأوسط» فإن معظم محطات الوقود أغلقت أبوابها، لعدم توفر الوقود، ما أدى لارتفاع أسعاره في السوق السوداء ليبلغ سعر لتر البنزين 16 ألف ليرة سورية وليتر المازوت 12 ألف ليرة، ليؤدي ذلك لتوقف شبه تام في حركة السير وإغلاق المحال التجارية أبوابها بسبب الكلفة المرتفعة لنقل البضائع، ما انعكس على سعر السلع والمواد الغذائية.
الأزمة الحادة في الوقود ساهمت أيضا في تعطل الفلاحين عن أعمال الزراعة، إذ رفع أصحاب الجرارات الزراعية أجور الحراثة بما يتفق مع أسعار المحروقات، ما دفع أغلبية المزارعين للامتناع عن الزراعة نظرا لارتفاع تكاليفها.
وتشهد المحافظة أزمة مواصلات حادة، حيث بلغت أجور نقل الركاب في وسائل النقل العامة خمسة آلاف ليرة سورية لبعض المناطق. ما أدى إلى شبه انعدام الحركة المرورية بين البلدات والقرى باتجاه مدينة درعا وكذلك باتجاه العاصمة دمشق.
بالإضافة لأزمة الوقود التي تعصف بمحافظة درعا تشهد الأخيرة أيضاً ازدياد ساعات تقنين الكهرباء إلى مستويات قياسية، إذ بلغت في بعض المناطق عشر ساعات قطع مقابل ساعة واحدة تغذية، الأمر الذي أدى لسوء خدمات شبكات الاتصال الخلوي والهاتف الأرضي، في حين توقف بعضها عن العمل في الريف الجنوبي من المحافظة، بعد إطفاء المولدات المغذية للأبراج نتيجة نقص مادة المازوت.