أزمةُ الملياريَن والزعامةُ بين الملك والسلطان

تواردتِ الأنباء في الأيّام الماضية عن قيام الحكومة التركية بحجبِ مواقع سعودية على الشبكة العنكبوتية داخل بلادِها، بينما نشرت صحيفة “حريّت” التركية، يوم الاثنين الماضي، تقريراً قالت فيه، بأن السعودية “ألغت صفقةَ سلاحٍ مع تركيا”.

حيث قُدّرتِ الصفقةُ “الملغية” بـ 2 مليار دولار مقابل سفن حربية تركية. في حين علّق وكيل الدفاع التركي للصناعات العسكرية “إسماعيل دمير” على الخبر قائلاً، بأن السعودية “لم تُبلغنا حتى الآن بإلغاء صفقةِ السفن”.

تطوّرٌ يُظهر فشل الطرفين في سياسة “تحييد الخلافات” ويدفع بالعلاقات السعودية-التركية إلى مربّع “الصدام والتنافس” بعد عامين من محاولات عقدِ الشراكةِ بين الدولتين، والرفعِ من مستوى التعاون الاقتصادي.

السعودية التي عملت على خلق توازنٍ في وجه النفوذ الإيراني في المنطقة، من خلال بناء علاقاتٍ استراتيجية مع تركيا، بدأت تشعر بالإحباط بعد قيام تركيا بعقد صفقاتٍ عسكرية بالشأن السوري مع روسيا وإيران، الأمر الذي أدّى إلى انسحاب المجموعات العسكرية المدعومة تركيّاً و سعوديّاً من حلب و حمص وأحياء استراتيجية في ريف دمشق. بالإضافةِ إلى الانجذاب التركي نحو إيران وروسيا في سلسلة مؤتمرات أستانا.

يضاف إلى الهواجس التي تحكم العلاقةَ بين تركيا و السعودية الصراع على “زعامة” العالم الاسلامي بين السلطان والملك. تمثّل هذا الصراع بالدرجة الأولى في الدعم التركي لجماعة الإخوان المسلمين، على حساب النفوذ السعودي. بالإضافة إلى رفض الأتراك المشاركةَ في التحالف الاسلامي الذي أسستهُ المملكة السعودية ضدّ التمدّد الشيعي.

أيضاً، آخر التطورات التي أثارت التوتّر في العلاقة بين البلدين، تُمثّل في رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المشاركة في القمة الأمريكية الإسلامية التي عُقدت تحت زعامة الرياض، رغم تلقّيه دعوة شخصية من الملك سلمان وارساله وزير خارجيته.

تطوّرٌ فسّره المراقبون بأن أردوغان يرفض “مباركة الملك على زعامته للعالم الاسلامي السني”.

توجّه تركيا إلى طريق تطبيع العلاقات مع روسيا و إيران و تغيير أولويات أنقره من تغيير الحكم في سوريا إلى التصدّي لمشروع شمال سوريا، تدفع بالرياض إلى البحث عن طرقٍ بديلة للاستمرار في سياستها الشرق أوسطية.

زيارة ترامب النوعية إلى الرياض و التقدّم الذي يحرزه مغاوير الثورة بدعمٍ بريطاني- أمريكي – أردني في البادية السورية، قد تدفع بالسعودية إلى هجرة الموانئ التركية وتوجيه اشرعتها نحو البحر الأحمر والحدود الأردنية السورية.

قد يعجبك ايضا