ردود الفعل الشعبيةُ الرافضةُ لسياسة التنازل عن أراضٍ لأذربيجان تتوالى بوتيرةٍ مُتصاعدة، وخاصةً بعد أن سيطرت الأخيرة على إقليم آرتساخ بالقوة، وقتلت المئات، وهجّرت عشرات الآلاف في أيلول/سبتمبر الماضي، في عمليةٍ وُصفت بالتطهير العرقي لسكان الإقليم الأرمن.
أحدث ردود الفعل من الشارع الأرمني كانت الإثنين، بمظاهرةٍ حاشدةٍ في العاصمة الأرمينية يريفان، حاول من خلالها المتظاهرون قطعَ بعض المحاور الرئيسية في المدينة، وذلك احتجاجاً على موافقة السلطات الحاكمة التنازلَ عن بعض الأراضي لأذربيجان.
التظاهراتُ الشعبية في أرمينيا قوبلت بعملياتٍ أمنية، أوقَفت خلالها عناصرُ الشرطة أكثرَ من مئةٍ وخمسين شخصاً، من المحتجين الرافضين لأي محادثاتٍ بين البلدين، يتم فيها التنازلُ أو نقل أراضٍ إلى أذربيجان. كما وأوقفت الشرطة في وقتٍ سابقٍ أكثرَ من ثمانين شخصاً، كانوا قد احتجّوا على الأمر ذاته.
وجاءت تلك التظاهراتُ بعد موافقة الحكومة الأرمينية على إعادة قرىً حدوديةٍ تابعةٍ لها لأذربيجان، الأمر الذي اعتبره البعض تنازلاً غيرَ ضروري، وأثار تظاهراتٍ حاشدةً على مدى أسابيع، في البلد الواقع في منطقة القوقاز، كانت أبرزها في التاسع من أيار/مايو الفائت، مع احتشاد عشرات الآلاف في يريفان.
المتظاهرون قاموا حينها بقطع طرقٍ رئيسية، منها المحور الرئيسي الرابط بين شمال أرمينيا وجنوبها، وطالبوا كذلك باستقالة رئيس الوزراء الأرميني “نيكول باشينيان”، واتهموه بالتنازل عن أراضٍ من دون أي ضمانات.
يشار إلى أن أذربيجان قد سيطرت، وبهجومٍ مباغتٍ، على إقليم آرتساخ في أيلول/سبتمبر العام الماضي، بدعمٍ عسكريٍّ مباشرٍ من تركيا، التي أرسلت جنوداً ومرتزقةً سوريين تابعين لها، ما أدى لتهجيرٍ قسريٍّ جماعي، وتطهيرٍ عِرقيٍّ لسكان الإقليم، البالغ عددُهم نحو مئةٍ وعشرين ألفَ نسمة، الأمر الذي لا يزال يلاقي ردودَ فعلٍ غاضبةً واحتجاجاتٍ حاشدةً في الداخل الأرميني.