تتصاعد حدّة التوترات العسكرية في جنوب القوقاز بين أذربيجان وأرمينيا، اللتين خاضتا خلال العقود الثلاثة الماضية حربين في إقليم آرتساخ، إذ تفيد التقارير بأن البلدين بدأا بتحشيد قواتهما على المناطق الحدودية، وسط مخاوف من اندلاع حربٍ شاملة تفتح الباب مجدداً لتدخّل جهاتٍ إقليمية كإيران والنظام التركي الذي دعم بشكلٍ علنيٍّ الجانب الأذري خلال حرب آرتساخ الأخيرة قبل ثلاثة أعوام.
وزارة الدفاع الأرمينية، قالت إنّ القوات الأذربيجانية واصلت استفزازاتها على الحدود وفتحت النار باتجاه المواقع الأرمنية الواقعة في منطقة كوتاكان الحدودية دون وقوع إصابات، وذلك بعد أيامٍ على إعلان رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشنيان أن أذربيجان تستعد لشنِّ عملٍ عسكريٍّ على أرمينيا.
وزارة الدفاع في أذربيجان من جانبها، اتّهمت القوات الأرمينية أنها أطلقت النار على قواتها خلال الليل بمنطقة ساداراك الحدودية، مضيفةً أن وحداتٍ من جيش أذربيجان اتّخذت “إجراءاتٍ انتقامية” للرد على مصدر النيران.
مصادر: طهران ستتدخل عسكرياً لدعم أرمينيا حال أي هجوم أذربيجاني
وفي تطوّرٍ لافت، كشف مصدرٌ في قيادة الأركان الإيرانية أن طهران عازمةٌ على التدخّل عسكرياً إلى جانب أرمينيا في حال تعرَّضت لأيِّ هجومٍ من قبل أذربيجان بالتنسيق مع روسيا…تطورٌ تؤكده تصريحات سابقة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي اعتبر أن تغيير الحدود أو ما أسماها بـ”الجغرافيا السياسية” بين أرمينيا وإيران هو خط أحمر بالنسبة لإيران، على حد تعبيره.
وبحسب المصدر فإن قيادة الأركان الإيرانية أصدرت الأوامر اللازمة للجيش للاستعداد لتدخّلٍ عسكريٍّ فورَ بدءِ أيِّ هجومٍ أذربيجاني، مشيراً إلى أنّ مسؤولين روس أكدوا قبل أيامٍ خلال لقاءٍ عسكريٍّ مع نظراء لهم من إيران أنّ بلادهم مشغولةٌ بالحرب الأوكرانية ولن تكون قادرةً على تفعيل آلية الدفاع المشترك مع أرمينيا.