أردوغان يتخذ الأطفال هدفاً لقصفه
أطفال يتأوَّهونَ ألماً، وأطفالٌ يصرخون مناجين، وأطفالٌ يقضون تحت ركامٍ تُراكمه طائرات الاحتلال التركي، لكن فيما مايبدو أن القصفَ يراكم المدنيين و الضميرَ الإنساني في آنٍ معاً.
هنا إزاءَ صورةٍ واضحة التُقطت في زمنِ ثورة الاتصالات، قد يَغضُّ الناسَ أبصارُهم تجنباً لمرآى حروقٍ وندبٍ على جسمِ هذا الطفل.
مشاهدٌ تشبهُ إلى حدٍّ بعيد حروباً جرت في الزمن الغابر في القرن 19 عشر، كأنها فيتنام، أثناء الحرب الامريكية وهولوكوست في حقبةِ النازية لا عفرين الديمقراطية.
يتجلى الآن الصوت العالمي حيالَ ما يجري ويُرتكب بحقِ المدنيين في عفرين فقد يكتفونَ بإطلاقِ إداناتٍ متلعثمة لا أكثر.
فبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان حصيلةُ من فقدوا حياتهم من المدنيين في عفرين بلغت منذُ بدء الهجوم في العشرين من كانون الثاني/يناير، إلى سبعةٍ وستين مدنياً بينهم عشرون طفلاً.
فهي حصيلةٌ مبدأية يقول عنها شهودٌ عيان أنها نقطة في بحر من المجازر المرتكبة بحقِ المدنيين وممتلكاتهم في عفرين.
اردوغان الذي أرادَ إقحامَ الميليشيات المسلحة المدعومة من قبلهِ في عدوانهِ على عفرين لتنفيذ مخططاته التوسعية وإشعال نار الفتنةِ بين العرب والكرد والعزف على هذا الوتر، إلا أنه اصطدمَ بواقعٍ مرير بالنسبة له ولم تنجح مأربهُ لطالما هناك إرادة حرة تستميت في الدفاع عن أرضها وأبناءها.