أحوال تركيا: اجتماع ترامب وأردوغان لن يفيد أياً من البلدين

في تحدٍ لمشاعر الغضب من إعطائه الضوء الأخضر للرئيس رجب طيب أردوغان لمهاجمة القوات الكردية في شمالي سوريا، وإطلاق يد وكلاء تركيا الجهاديين في سوريا، للعبث بمقدرات السكان هناك، يستقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره التركي في زيارة رسمية الأربعاء.
فبعد نجاحه في جعل ترامب يرضخ إلى غزوه شمالي سوريا، وإفلاته من أي عواقب كبيرة تكون ذات معنى بعد شرائه صواريخ إس-400 الروسية الصنع، وحصوله على تأييد كبير في الداخل، ما المكاسب التي يأمل أردوغان في تحقيقها من زيارته إلى واشنطن؟
بالنسبة لأردوغان، ربما لا يعدو الأمر كونه رغبة في أن يرى نفسه – ويراه الآخرون – ندّاً لرئيس أقوى دولة في العالم. لكن بالنظر إلى نجاحه في الحصول على ما كان يريده من ترامب، فإن من الصعب تصور أن أردوغان يشعر بأي حاجة للوقوف إلى جوار الرئيس الأميركي، لكي يُعلي من شأن نفسه.
والسؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي اضطر البيت الأبيض أن يقدمه إلى السيناتور ميتش ماكونيل، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، لكي يؤجل التحرك لفرض عقوبات على تركيا لما بعد زيارة أردوغان.
ولو كنّا في الماضي، لكان البيت الأبيض، ووزارة الخارجية، وغيرهما من المؤسسات الأميركية، حشدوا بكل قوة ضد إصدار قرار يعترف بمذابح الأرمن، لئلا يضر بالعلاقات مع تركيا. لكن هذه المرة، لا وجود لمثل هذا الحشد المضاد. من جهة أخرى، يؤيد الكونغرس إقصاء تركيا عن برنامج الطائرات إف-35، وفرض عقوبات على أنقرة لشرائها صواريخ إس-400.
مختصر القول، تبدو الزيارة تمريناً على تجاوز التضارب الكبير في المصالح ذات الصلة بالسياسة الخارجية بين الولايات المتحدة وتركيا. قد يجد كل من الرئيسين ما يُرضي غروره في هذا اللقاء، لكن من الصعب أن نرى أي منفعة حقيقية للعلاقات بين البلدين وشعبيهما من مسرحية الصداقة هذه، التي يشارك فيها أردوغان وترامب.