أحوال تركيا: إدلب على حدّ السيف، هل تبيعها تركيا لقوات الأسد؟

 

الكاتب: جيمس سنيل

 

 

 

 

 

في إدلب، آخر معقل يسيطر عليه عناصر المعارضة السورية، تملك تركيا نفوذا يتجاوز ما لحكومة دمشق ذاتها.
لكن وضع تركيا لم يكن هناك بأمان تام طيلة الوقت.
فالمحافظة السورية التي يسيطر عليها المعارضون المسلحون هي آخر منطقة من البلاد لا تسيطر عليها دولة أجنبية أو الرئيس بشار الأسد.
ولا يشعر سكان إدلب بالراحة لحكامهم الحاليين فيحتجون عليهم، لكنهم أيضا يشعرون بالقلق من الحكومة وحلفائها.
لقد سعت أنقرة لحشد دعم المجتمع الدولي لمنع سيطرة قوات الحكومة السورية على إدلب، لكن التقدم الذي تحققه قوات الأسد يشير إلى نجاحها في المضي قدما في مساعيها.
لكنّ الالتزام التركي حيال إدلب لا يبدو واضحا.
فأنقرة تفضل إنشاء منطقة آمنة من خلال العملية التي تقوم بها ضدّ قوات سوريا الديمقراطية (التي يقودها الأكراد) في شمال شرق البلاد.
ووقعت تركيا اتفاقا مع روسيا لحماية هذه المنطقة، لكن هذا يضع مصير إدلب في مهب الريح.
ويتضاعف هذا الخطر مع معرفتنا بحرص الأسد المعلن والمستمر على استعادة المحافظة.
الأكثر إخافة لسكان إدلب هو اقتراح تركي منفصل بتسكين اللاجئين في مناطق تسيطر عليها هي في شمال شرق البلاد بعدما سعت في السابق لتوطينهم في إدلب.
ويخشى سكان إدلب ومن معهم من نازحين سوريين أن توقع تركيا اتفاقا جديدا منفصلا لتسليم إدلب إلى قوات الأسد.
ويخشى سوريون كثر أن تسلم تركيا إدلب إلى قوات الأسد وروسيا خلال فترة ليست بالطويلة.
ولا يبدو أن أي اتفاق سيمر بلا مخاطر، بل ومخاطر كبرى.
وحين بدأت تركيا العملية التي تقوم بها ضد قوات سوريا الديمقراطية، وقعت تلك القوات اتفاقا مع الحكومة السورية تمكنت قوات الأسد بموجبه من الدخول إلى مناطق سيطرة الأكراد.
وقالت إليزابيث تسوركوف، زميل معهد أبحاث السياسة الخارجية “من واقع سجل النظام في جميع المناطق التي تقع خارج سيطرته، فإن المعارضين للنظام ومن يعتبرهم الأسد مناوئين له مثل الناشطين والمسعفين وعناصر المنظمات الإنسانية غير الحكومية والمسلحين السابقين، يكونون دوما أهدافا للاعتقال.”
وأضافت “وبالتالي فإنّ خشية الناشطين ومعارضي النظام من عودة قوات الأسد إلى مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية هي مخاوف لها ما يبررها.

قد يعجبك ايضا