أحرار الشام بين المدّ والجزر..!

بعد أن أصبحت سوريا ساحةً لصراع الإيديولوجيات والمصالح، ظهرت العديد من التنظيمات تحت مختلف المسمّيات لتنتشر على الجغرافية السورية، وبأجندةٍ متنوعة ممّا أدّى إلى المواجهة والتصادم فيما بينها من جهةٍ ومع النظام من جهةٍ أخرى، هادفةً من خلالها في الحصول على  امتيازاتٍ على مختلف الأصعدة، ومن هذه التنظيمات، حركة أحرار الشام.

ظهور التنظيم:

هذا التنظيم المتطرّف، ظهر بعد “العفو الرئاسي نهاية 2011″، حينما أصدر بشار الأسد “مرسوماً تشريعيّاً” يعفي من خلاله عن أنصار القاعدة في سجن صيدنايا، وكان من بينهم مؤسس حركة أحرار الشام الإسلامية، حسان عبود.

ظهر تنظيم أحرار الشام على شكل خلايا وكتل بقيادة حسان عبود الملقب بأبو عبد الله الحموي، وتركّز نشاط التنظيم في قرى ومدن ريف إدلب  كسراقب ومعرّة النعمان وجبل الزاوية وتفتناز وجسر الشغور وجرجناز وبنش, وتوسّع باتّجاه أرياف حلب وحماه ودير الزور وحمص واللاذقية ودرعا ودمشق, وكان منذ بدايته على علاقة مع “ألوية صقور الشام” المتطرّفة.

علاقاته مع طالبان:

وتُعتبر الحركة امتداداً لحركة طالبان، حيث تلّخص منهجها في محاولة كسب الشرعية الجهادية التي تمثلها طالبان وإسقاطها على الحالة السورية والتلويح بأن حركة أحرار الشام هي “طالبان سوريا”.

وضم هذا التنظيم في بداية نشأته على ما يقارب ثلاثين كتيبة إلا أنه ازداد حتى وصل الى قرابة تسعين كتيبة بعد انضمام بعض الألوية وأشهرها، لواء الإيمان.

اتّحد التنظيم فيما بعد مع بعض الألوية مثل “لواء الحق” في ريف حمص و”حركة الفجر الإسلامية” في ريف إدلب وحلب.

ضم التنظيم في صفوفه الكثير من المتطرفين الأجانب، وعادةً ما اِستُخدمت الحركة كجسر عبور بين الحركات الإرهابية والمتطرّفة في سوريا، حيث أنضم أغلب مقاتلي التنظيم في شرق وشمال سوريا إلى داعش.

مصادره المالية:

تُعتبر الشبكات الجهادية هي أهم مصادر التمويل في التنظيم، حيث حظيت الحركة بتمويل الهيئة الشعبية الكويتية، وكان لقطر وتركيا دوراً كبيراً من خلال منظماتها وجمعياتها الإنسانية في تقديم الدعم العسكري والنوعي لها.

وكما استولى التنظيم على مبالغ مالية ضخمة يوم سيطرته على البنك المركزي في الرقة العام 2013، بالإضافة إلى أنه كان  يدير معبرين حدوديين مع تركيا، وهما باب الهوى وتل أبيض.

في عهد داعش:

تُعرف حركة أحرار الشام بأنها كانت المظلّة التي استخدمت لتمويل وتسليح تنظيم داعش وجبهة النصرة، انتقل سريعاً أنصار الحركة إلى تنظيم داعش بمجرّد ظهور الأخير، والقليل منهم رفض “البيعة”، فإمّا غادر مناطق سيطرة داعش أو قُتل فيها.

أصدرت الحركة فتاوى تناصر مشاريع الدول الإقليمية في سوريا، على رأسها فتاوى أصدرتها “المرجعيات الشرعية” في الحركة وبموجبها يمكن للحركة الانخراط في علاقاتٍ مع بعض الدول الإقليمية وتسهيل مشاريعها في سوريا، أبرز هذه الفتاوي، هي فتوى أبو العباس الشامي “محمد أيمن أبو التوت” والذي دعا إلى “الوقوف مع تركيا في إقامة المنطقة العازلة”.

اتّفاق الغرباء:

فبعد دخول الروس على خط الوساطة لإبعاد المسلّحين عن نبع مياه الفيجة الذي يغذّي دمشق، وجدت الوساطة الروسية آذاناً صاغية عند “أحرار الشام”   وتم التوافق على خروج ما سمّاه الاتّفاق بالغرباء ، وبدأ تنفيذ الاتّفاق وسلّم عددٌ من المسلّحين سلاحهم أمام الكاميرات ،وطلبوا تسوية أوضاعهم وبقائهم في المنطقة، الأمر الذي أدّى إلى تفاقم خلافات الحركة مع جبهة النصرة، بالإضافة إلى الأزمة التي يعيشونها بسبب تنظيم “جند الاقصى”.

الانشقاقات:

حالات الانشقاق بدأت تظهر ضمن الحركة بعد إعلان الشرعي في حركة أحرار الشام أبو اليقظان المصري وكتيبة “مجاهدو أشداء” انشقاقهم عن الحركة في بيانٍ رسمي.

الزعامة:

قُتل قائد الحركة حسان عبود مع أكثر من 45 قيادياً آخرين في انفجارٍ غامض استهدف اجتماعًا لمجلس شورى الحركة في بلدة رام حمدان بريف إدلب يوم 9 سبتمبر 2014.

بعدها تم اختيار مهند المصري الملقّب بأبو يحيى الحموي أميراً للحركة، وفق ما نشره الناطق باسم الحركة “أحمد قره علي” .

وكان مهند المصري مع قيادات الحركة في سجن صيدنايا، إذ يعتبر من المقرّبين للزعيم السابق، كما كان مؤسّساً للحركة.

سلافا يونس

 

قد يعجبك ايضا