أبواب لبنان مؤصدة أمام السوريين الفارين من “جحيم” الأزمات
رغم تصاعد خطاب الكراهية وحملات الترحيل التي ينفذها الجيش اللبناني بحقهم، ما يزال بعضُ السوريين يحاولون الوصولَ إلى لبنان، في محاولةٍ للخلاص من واقعٍ مريرٍ يعيشونه منذ أكثرَ من اثني عشر عاماً مع استفحال الأزمات المتعددة التي تعصف ببلادهم.
الجيش اللبناني أعلن في بيانٍ له، منع دخول نحو ألفٍ ومئتي سوريٍّ إلى لبنان خلال الأسبوع الحالي، في ظاهرةٍ يتم الإعلان عنها بشكلٍ متزايدٍ مؤخراً، حتى باتت نهجاً “منظماً” يستخدم للتأثير على الرأي العام.
رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي أعرب عن قلقه من التدفق الجديد للنزوح السوري عبر المعابر غيرِ الشرعية بين لبنان وسوريا، حيث لا يزال ملف اللاجئين يثير الكثير من التداعيات في لبنان.
وعلى وقع أزماتٍ متعددة، يعبُر الكثير من السوريين إلى لبنان عبر طرق التهريب، أملاً في حياةٍ أمنة، وبحثاً عن لقمة العيش التي باتت صعبةَ المنال في مناطق سيطرة الحكومة، وهرباً من الأوضاع الأمنية المتردية وحملات الاعتقال التعسفي.
ورغم هذه الحال، شن الجيش اللبناني ولايزال، حملاتِ مداهمةٍ واسعةً لتوقيف السوريين، ورحَّل المئات منهم على الرغم من أن منظمة العفو الدولية وجهاتٍ دوليةً أخرى، حذرت ودعتِ السلطاتِ اللبنانيةَ إلى وقف عمليات الترحيل، خشية أن يتعرضوا إلى التعذيب والاضطهاد من قبل الحكومة السورية، وهو أمرٌ حدث بالفعل مع الكثير من العائدين قسراً.
وفي الآونة الأخيرة، تمارس بعض الدول وعلى رأسها تركيا ضغوطاً كبيرةً لترحيل اللاجئين السوريين، وفق منظماتٍ حقوقيةٍ ودولية، رغم تأكيد الأمم المتحدة أن شروطَ العودة الآمنة غيرُ متوافرة في سوريا، لكن مصالح النظام الحاكم هناك تقتضي ذلك بعد استغلال قضيتهم على مدار سنوات.